أكد الدكتور سامي صالح عبد المالك الباحث المتخصص في تاريخ وآثار سيناء، أن جميع الدراسات الآثرية، التي تتناول الآثار المكتشفة في سيناء تركز على أنها عمارة مسيحية فقط دون التطرق والبحث في الهوية العقدية لها، والتي لها دور رئيسى في معرفة نشأتها وصياغة عمارتها.
وأوضح أنه أعد دراسة علمية متخصصة يوضح فيها هوية المنشآت المعمارية المكتشفة بسيناء وتبعيتها إلى أي من الملل، موضحا أن هوية معظم آثار شمال سيناء، والتي يرجع تاريخها إلى ما قبل الفتح الإسلامى “بيزنطية ملكانية” تابعة لمذهب الدولة الرسمى في ذلك الوقت، فيما تنتسب الآثار بسيناء، التي يرجع تاريخها إلى ما بعد الفتح الإسلامى وحتى العصر الفاطمى للهوية القبطية “يعقوبية”، ومنها كنايس للأقباط في الفرما.
وأضاف أنه سيقوم بعرض نتائج تلك الدراسة خلال فعاليات الملتقى الأول لباحثى القبطيات العرب، الذي يبدأ أعماله غدا الأحد ببيت السنارى الأثرى بالسيدة زينب، ويستمر على مدى يومين، وينظمه مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية والمتحف القبطى بالقاهرة، وجمعية محبى التراث القبطى.
وقال عبد المالك “إنه بعد تحرير وعودة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي بدأت أعمال الحفائر في المواقع الأثرية بشبه جزيرة سيناء، وكان للآثار البيزنطية نصيب من هذه الأعمال، مما ترتب عليه إضافة مكتشفات جديدة لما كان معروف وما تم الكشف عنه في القرن العشرين، موضحا أنه من المعروف أن شبه جزيرة سيناء شهدت خلال الربع الأول من القرن العشرين، خاصة القسم الشمالي منها حركة نشطة لأعمال الحفائر والاكتشافات الآثارية برئاسة عالم الآثار الفرنسي جان كليدا خلال الفترة من عام 1900 – 1926م”.
وأضاف أن ذلك يأتى استكمالا لما تم في برزخ قناة السويس منذ أن انطلق مشروع شق القناة في عام 1859، وإنقاذ بعض التلال التي كانت تعترض مسارها، إذ تم اكتشاف كنيستين في مدينة أوستركين المعروفة حاليا باسم “الفلوسيات” الواقعة على ساحل بحيرة وداخل محمية الزرانيق.
وتابع “أنه تلى ذلك الأعمال التي قام بها الباحث إدورد دافيد أورين أثناء الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء، حيث تم اكتشاف كنيسة في مدينة أوستركين “الفلوسيات”، وكنيسة في مدينة قصرويت النبطية الواقعة في شمال غرب سيناء على طريق الأنباط بين عاصمتهم في البتراء بالأردن وميناء بيلوزيوم “الفرما” على ساحل البحر المتوسط.
وبين عبد المالك الأعمال التي أجريت على مدى 35 عاما في شبه جزيرة سيناء منذ تحريرها وعودتها حتى يومنا هذا خلال الفترة من عام 1980 – 2015، حيث تم اكتشاف بعض الأديرة والكنائس بازيليكية وبيزنطية التخطيط في شمال سيناء، ومنها كنيسة الفرما الغربية، وكنيسة الفرما الجنوبية الشرقية، ومجمع كنائس تل مخزن إلى الشرق من مدينة الفرما، والمحمديات أو المحمدية، والقلس “حصن دير النصاري”، والعريش، والشيخ زويد وغيرها.
ولفت إلى أنه تم الكشف كذلك عن بعض الأديرة والكنائس والقلايات، التي تم الكشف عنها في منطقة دير الوادي في شمال مدينة الطور، ودير المحرض بوادي فيران، وكنائس وقلايات سانت كاترين وجَبَل موسى، والكنيسة البازيليكة في قلعة صلاح الدين الأيوبي بجزيرة فرعون.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )