أشارت نتائج دراسة جديدة إلى أن إضافة التوابل -في صورة مكملات الكركمين- إلى الوجبات الغذائية اليومية للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب قد تقلل من الالتهابات.
ويدخل الالتهاب في مجموعة واسعة من الأمراض ، من أمراض القلب إلى السرطان وآلام المفاصل. وخلال تجربة استمرت ثمانية أسابيع اكتشف الباحثون انخفاضاً كبيراً في مؤشرات الالتهاب مثل البروتين سي التفاعلي وغيره من المؤشرات في الدم.
وقال أمير حسين صاحب كار المؤلف الرئيسي للدراسة إن “الكركمين هو العنصر النشط في التوابل الشهيرة المعروفة بالكركم ويستخدم منذ زمن طويل في الطهي والاستخدامات الطبية في البلدان الآسيوية”.
وأضاف صاحب كار الباحث في جامعة مشهد للعلوم الطبية في إيران في رسالة بالبريد الإلكتروني “هناك تأثيران رئيسيان للكركمين مسؤولان عن معظم الآثار العلاجية لهذا المركب وهما خصائصه المضادة بقوة للأكسدة والخصائص المضادة للالتهابات.”
وأشار الى أن هذه الخصائص التي يتميز بها الكركمين ظهرت في العديد من الدراسات على حيوانات التجارب لكن هناك دراسات قليلة نسبياً على البشر لذا صمم فريقه تجربة عشوائية مع المراقبة الإكلينيكية لمعرفة ما إذا كان استخدام مكمل الكركمين على المدى القصير يمكن أن يقلل الالتهاب لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأيض وهي مجموعة من عوامل الخطر لمرض القلب.
وتعتبر زيادة محيط الخصر وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم وانخفاض مستويات الدهون مرتفعة الكثافة (الدهون الحميدة) وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية من بين العوامل التي تشكل متلازمة الأيض. ويكون الأشخاص الذين لديهم ثلاثة أو أكثر من هذه العوامل الكلاسيكية أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب أو داء السكري أو كليهما.
كما يقول صاحب كار في دورية كلينيكال نيوتريشن إن الالتهاب يبرز أيضا كسمة من سمات متلازمة الأيض. وبدأ الباحثون تجربتهم لاستكشاف ما إذا كانت مكملات الكركمين يمكن أن تقلل على الأقل هذا العامل من عوامل الخطر وأدرجوا في الدراسة 117 مشاركاً كان قد تم تشخيص متلازمة الأيض لديهم.
وأعطي لنصفهم حبوب تحتوي على جرام واحد من مسحوق الكركم وأعطي النصف الآخر حبوب مماثلة في الشكل لكنها لا تحتوي على الكركمين. وتناول جميع المشاركين الحبوب كل يوم على مدار ثمانية أسابيع.
وقام الباحثون في بداية الدراسة -ومرة أخرى في نهايتها- بقياس مستويات ثلاث دالات أو مؤشرات في الدم تدل على الالتهاب بما في ذلك البروتين سي التفاعلي والذي يرتبط بمفرده بخطر الإصابة بأمراض القلب.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا الكركمين قد تحسنت لديهم جميع المؤشرات الثلاثة في الدم وكذلك انخفضت نسبة السكر في الدم أثناء الصيام والهيموجلوبين ايه 1 سي وهو مقياس لمستويات السكر في الدم على المدى الطويل. وسجلت لدى مجموعة المقارنة نسبة أعلى من مستويات السكر وأحد مؤشرات الالتهاب ولم تطرأ أي تغييرات على المؤشرات الأخرى.
كما قام فريق الدراسة بتحليل بيانات من ثماني دراسات سابقة وأكد أن الكركمين أظهر انخفاضاً كبيراً في تركيزات بروتين سي التفاعلي في ما مجموعه 281 مريضاً.
وأضاف صاحب كار أن “نتائج دراستنا جنباً إلى جنب مع النتائج الإكلينيكية التي أوردتها مجموعات أخرى تشير إلى فائدة الاستخدام اليومي لمكملات الكركمين للوقاية والعلاج من العديد من الأمراض”.
المصدر: رويترز