أظهرت دراسة جديدة، اليوم الأربعاء، أن المتابعة المتواصلة لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في نمو دماغ المراهقين.
وعلى وجه التحديد، وجد الباحثون أن عادات مختلفة لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بالتغيرات في أدمغة الشباب، مما يغير طريقة استجابتهم للعالم الخارجي، حسبما أوردت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية.
وتشير بيانات الرداسة إلى أن أولئك الذين فحصوا المواقع والتطبيقات أكثر من 15 مرة في اليوم أصبحوا مفرطي الحساسية لتعليقات متابعيهم.
وتستند النتائج إلى بيانات مدتها ثلاث سنوات تم جمعها من 169 طالبًا بمتوسط عمر حوالي 13 عامًا، وسُئل المشاركون في البداية عن عدد مرات تصفحهم لمختلف وسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك ،سناب شات،و انستجرام”، حيث تراوحت الإجابات من أقل من مرة يوميًا إلى أكثر من 20 مرة يوميا.
وأوضح مؤلفو الدراسة أن المراهقين غالبًا ما يبدأون في استخدام هذه المنصات في واحدة من أهم الأوقات لنمو الدماغ، في وقت تصبح أدمغتهم حساسة بشكل خاص للإشادة والنقد.
ولمدة ثلاث سنوات، خضع الشباب لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (MRI). خلال هذه الفحوصات، قام الباحثون بقياس استجابات المراهقين العصبية للإشارة، وقياس توقع ردود الفعل الاجتماعية.
وأظهر أولئك الذين فحصوا المنصات بشكل اعتيادي في البداية نقصًا في التنشيط في مناطق معينة من الدماغ وزيادة الحساسية للإشارات الاجتماعية المحتملة بمرور الوقت.
في المقابل، أظهر أولئك الذين لديهم سلوكيات فحص غير متتابعة أيضًا نقصًا في النشاط الأولي، لكنهم قللوا من الحساسية تجاه هذه الإشارات بمرور الوقت.
وقالت مؤلفة الدراسة ماريا مازا في بيان: “في حين أن هذه الحساسية المتزايدة للتعليقات الاجتماعية قد تعزز الاستخدام القهري لوسائل التواصل الاجتماعي في المستقبل، إلا أنها قد تعكس أيضًا سلوكًا تكيفيًا محتملاً سيسمح للمراهقين بالتنقل في عالم رقمي متزايد”.
وأظهر بحث سابق أن 78 بالمائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عامًا يفحصون أجهزتهم كل ساعة على الأقل ونصفهم تقريبًا يفحصونها باستمرار تقريبًا.
المصدر : أ ش أ