نصحت دراسة جديدة الأشخاص الذين يحبون احتساء الشاي وهو ساخن جدا بأن يتركوه قليلا لتهدأ حرارته لتجنب زيادة احتمالات الإصابة بسرطان المريء.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية (ناشونال جورنال أوف كانسر) إن محبي الشاي الذين يحتسونه وهو ساخن جدا، عند أكثر من 60 درجة مئوية، وبكميات كبيرة تزيد احتمالات إصابتهم بسرطان الخلية الحرشفية في المريء إلى المثلين تقريبا مقارنة بمن يشربونه وحرارته أقل ويحتسون كميات أقل منه بشكل عام وذلك بعد متابعة دامت أكثر من عشر سنوات.
وقال كبير باحثي الدراسة الدكتور فرهاد إسلامي من الجمعية الأمريكية للسرطان في أتلانتا بولاية جورجيا عبر البريد الإلكتروني ”شرب الشاي الساخن عادة شائعة جدا في أنحاء العالم وأشارت دراسات سابقة إلى ارتباط بين المشروبات شديدة السخونة وزيادة احتمالات الإصابة بسرطان المريء“.
والإصابة بسرطان الخلية الحرشفية في المريء سادس أكثر الأسباب شيوعا في العالم للوفاة بالسرطان.
وصنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية احتساء المشروبات ”شديدة السخونة“، التي تفوق درجة حرارتها 65 درجة مئوية، على أنه ”من أسباب الإصابة بالسرطان على الأرجح“.
وفي الدراسة التي بدأت عام 2004 جمع الباحثون بيانات من 50 ألف بالغ يعيشون في إقليم جلستان في شمال شرق إيران وهي منطقة وردت تقارير عن ارتفاع معدلات سرطان المريء فيها ويحتسي السكان فيها 1100 مليلتر من الشاي الأسود يوميا في المتوسط.
وفي بدايات الدراسة صب الباحثون أكوابا من الشاي خلال المقابلات للمشاركين وقاسوا درجة حرارة المشروب وسألوا كل شخص عن تفضيلاته الشخصية بشأن شرب الشاي والمدة التي تفصل بين صبه واحتسائه في العادة بالنسبة لكل منهم.
وبحلول عام 2017 أصيب 317 من المشاركين بسرطان الخلية الحرشفية في المريء. وزادت احتمالات إصابة من يشربون الشاي بانتظام بدرجة حرارة تعادل أو تفوق 60 درجة مئوية بنسبة 41 بالمئة مقارنة بمن يشربونه بدرجات حرارة أقل من ذلك.
وزادت النسبة لدى من يفضلون شرب الشاي وهو ”ساخن جدا“ بنحو مرتين ونصف مقارنة بمن يفضلونه باردا أو دافئا. كما زادت احتمالات الإصابة بالمرض لدى من يحتسون الشاي خلال أول دقيقتين بعد صبه بنسبة 51 بالمئة عمن ينتظرون ست دقائق أو أكثر.
وبشكل عام خلصت الدراسة إلى أن من يحتسون 700 مليلتر على الأقل يوميا من الشاي الساخن جدا زادت لديهم نسبة الإصابة بنحو 91 بالمئة مقارنة بمن يشربون كميات أقل بدرجات حرارة أقل.
وقال إسلامي ”لا نطلب من الناس التوقف عن احتساء الشاي لكننا نوصي بالانتظار قليلا حتى يهدأ قبل شربه“.
وأشار الباحثون إلى أن تأثير احتساء الشاي الساخن على زيادة احتمالات الإصابة بالمرض ظلت واضحة حتى بعد أخذ عوامل أخرى مسببة للمرض في الحسبان مثل التدخين واحتساء الكحول أو تعاطي الأفيون وعوامل أخرى اجتماعية وجغرافية.
المصدر : رويترز