طالبت دراسة أثرية عنوانها “المسارح ودور المشاهدة الأثرية في مدينة القاهرة والوجه البحري في عصر أسرة محمد على بترميم وتطوير وإعادة توظيف هذه المسارح لقيمتها العريقة.
وقال معد الدراسة الباحث أسامة مختار الكسباني الآثري بمركز المعلومات بقلعة صلاح الدين في القاهرة -في تصريح صحفي اليوم الخميس- إن الدراسة شملت المسارح فى القرن التاسع عشر مثل دار الأوبرا الخديوية ومسرح حلوان وقاعة المسرح بقصر عابدين ومسرح وسينما ألدورادو ببورسعيد ومبنى مسرح وبلدية المنصوره والمسارح في بداية القرن العشرين مثل مسرح حديقة الأزبكية وتياترو محمد علي (مسرح سيد درويش) ومسرح دمنهور وقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية ومعهد الموسيقى العربية.
وأضاف أن مرحلة التطوير والتحديث والنهضة في مصر في عصر أسرة محمد علي شملت الاهتمام بفن المسرح وانتشاره على أيدى الجاليات الأجنبية, وواكبت ذلك رغبة الأسرة الحاكمة فى الاهتمام بالثقافة الغربية والفنون المواكبة لها وإنشاء مسارح مؤقتة ودائمة ملحقة بالقصور ومنها على سبيل المثال مسرحي قصري “القباري” و”بنها ” للولاة سعيد وعباس الأول.
واشار الباحث إلى أن الدراسة عرضت صورا نادرة لهذه المسارح, وصورا حديثة لها في إطار تصوير واقعها الحالي حيث تحول بعضها لأماكن مشبوهة منها; مسرح حلوان الذي يعود لفترة حكم الخديوي توفيق 1879- 1892م, ويقع حاليا على شارع نوبار باشا عند تقاطعه مع شارع محمد سيد أحمد بمدينة حلوان, على مساحة شاسعة تتقدمها حديقة وطرازه العام يتبع نظام النهضة الفرنسية المستحدثة, والمسرح كان ملكا لشركة سكة حديد الدلتا فحين تمت إزالة تياترو إسكندر فرح في شارع عبدالعزيز عام 1912 تم استئجاره لتقديم العروض الخاصة بالفرقة.
بدوره, أوضح الخبير الأثري الدكتور عبدالرحيم ريحان, أن الدراسة شملت قاعة المسرح بقصر عابدين وهي النموذج الوحيد للقاعات التي تؤدي وظيفة المسرح داخل القصور والفيلات التي ترجع لعصر أسرة محمد علي والتي احتفظت بعناصرها الوظيفية كما هي منذ إنشائها حتى بعد عمليات الترميم والتطوير التي مرت على القصر, وتقع القاعة في سلاملك القصر في مواجهة صالون محمد علي أكبر صالونات قصر عابدين وقاعة الطعام الملكية ويمكن الوصول منها إلى أكشاك الموسيقى والشاى عبر شرفة تؤدي إلى سلالم تطل على حدائق عابدين.
وتابع أن الدراسة شملت كذلك المسارح خارج القاهرة ومنها مسرح وسينما ألدورادو ببورسعيد الذي تطل واجهته الرئيسية على شارع النهضة والواجهة الجنوبية الشرقية على شارع بابل, وأنشأه جريجوارسوليدس اليوناني في الربع الأخير من القرن التاسع عشر لخدمة الجاليات الأجنبية القاطنة ببورسعيد, ثم ألحق به سينما عام 1908 ليصبح “مسرح وسينما الألدورادو”, وانتقلت سينما ومسرح الألدورادو لليوناني مريكوبولوس وبعد إعلان بورسعيد منطقة حرة في السبعينات تم ضم تياترو وسينما الألدورادو كطابق علوى للمؤسسات التجارية التى افتتحت ومنها عدس ثم عمر أفندى.
وأشار ريحان إلى أن الدراسة تناولت مسرح دمنهور الذي أنشئ عام 1930 ويعد من أهم دور المسرح في عواصم الأقاليم بالوجه البحري وتشرف واجهته الرئيسية على شارع محمود فهمي النقراشي بجوار الديوان العام لمجلس مدينة دمنهور, ووضع الملك فؤاد الأول حجر الأساس لمبنى البلدية والسينما والمكتبة في 8 نوفمبر 1930 وتم الانتهاء من البناء سنة 1931, وأطلق على مبنى المسرح وهو القسم الغربى من المبنى أولا سينما وتياترو فاروق ثم تغير الاسم إلى سينما البلدية وظل الأمر حتى عام 1977 عندما تغير الإسم إلى سينما النصر الشتوي ونظرا للقيمة الفنية والتاريخية للمبنى تم تسجيله فى عداد الآثار الإسلامية عام 1990, وفي عام 2007 بعد الترميمات الأخيرة التي أجرتها وزارة الثقافة أطلق عليه اسم “أوبرا دمنهور”.
المصدر: أ ش أ