خُطا المصريين تتلمس خيوط فجر 2024 .. “رؤيا ” ميلاد مصر الجديد و”رؤية” جمهوريتنا الجديدة
قَدَرُ مصر ذاك الذي يوازى قدرَها كلما يطوى التاريخ من صفحاته صفحة ليستهل صفحة ، وفى مستهل صفحة كل زمان تحلُم مصر بذاتها لذاتها فتطالِعنا ” الرؤيا “.. ومن رحم معاناتها ، من عِظَمِ تحدياتها ومن طول صبرها وعظمة تضحياتها يولد الأمل .. يرزق الله مصرنا ” رؤية ” ميلادٍ جديد لأم الدنيا تأبى معه شمسها أن تغيب .. فتستعيد به لنفسها وبنفسها شبابها ، يشتد عودها وتُزيل عن وجهها كل مشيب .. ومن رحمها دوما. يُولد ميلادها الجديد مهاباً ومهيب .
ورؤيا المصريين على أعتاب ٢٠٢٤ حلمٌ قومىٌ قديم متجدد ، نتوارثهُ جيلاً بعد جيل ، ومعه يتجدد مجد دولتنا .. وكلما تعاظمت تحدياتنا وعظمت تضحياتنا استحضرناه .. وبه ومنه لم نضِل سبيلنا طول الزمان وحتى آخر الزمان ..
أُورِثنا نعم حلم مصر .. حلمٌ يسكن عقل مصر وروح شعبها ، نستيقظ بعده ونحن ندرك أن ما حلمنا به هو رؤيانا .. وفى صباحٍ غير كل صباح ينتفض المصريون ليعلنوا عن حلمهم .. يعلنوه لأنفسهم ويستميتون دفاعا عنه .. يعلنون عزمهم تحقيق حلمهم أو بالأحرى تحقق رؤياهم.
وقبل ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كانت الرؤيا الجمعية للمصريين تسكن صدورهم وتملأ عقولهم .. وفى ٣٠ يونيو صارحوا أنفسهم بها ، فخرجوا فى ثورة ما شهد التاريخ لها مثيلاً .. غاروا على حلمهم فثاروا على من أرادوا اغتيال حلمهم .. وأشار المصريون بعدما تخيروا فاختاروا .. أشاروا إلى من ارتأوه المؤتمن على رؤياهم .. من يستكمل بهم ولهم حلمهم .. من يجعل الحلم عِلماً والرؤيا رؤيةً والمأمول واقعاً .. واقع بميلادٍ جديدٍ لمصرنا .
وقبل أن يمس المشيب مصرنا تتجدد هذه الرؤية .. ومن أجل استكمال حلمنا وتحقق رؤيانا يُجدِد الشعب لمن استأمنه على العهد الثقة ، فيجدد له الولاية .
ولم يُخفِ الرئيس السيسي منذ اليوم الأول لتحمله المسئولية استقراءه لرؤيا المصريين وتعهده بحمل أمانة تحويل حلمهم القومى لرؤية
وواقع .. وعلى خطى استكمال الحلم .. وفى سبتمبر الماضى قبل الانتخابات الرئاسية خاطب الشعب بسِر الأمة .. وفى مؤتمر حكاية وطن جاءت كلماته لتؤكد أنه لم يزل على العهد .. ولمن لم يقرأ حلم المصريين قال ” حلم المصريين أكبر من كده بكتير.. اوعى يكون حلمك مجرد لقمة” .
وقبلها بأيام فى بنى سويف قال ” صوت المصريين يصل مسامعي وأحلامهم هي ذاتها أحلامي ولا تختلف آمالهم عن آمالي “.
وفى خطابه للشعب المصرى بعدما جدد العهد له والثقة فى قيادته لولاية جديدة لاستكمال إنجاز رؤيته .. كان السيسي على العهد والوعد بأن يكون المدافع عن الحلم وتحويله لرؤية .. وبثقة وبصيرة تعهد قائلا ” هذه مصر التى نحلم بها جميعاً .. سأكون صوت المصريين جميعا مدافعا عن حلمهم لمصر”.
وبين الحلم والعِلم ، أو بالأحرى بين الرؤيا والرؤية ، بين المأمول والواقع علامات .. علامات تكشف لنا أننا على طريق ” تحقق الرؤيا ” و “تحقيق الرؤية” .. علامات تمسح بها ومعها مصر عن وجهها وجسدها غبار سنوات الغفوة .. وتنتفض لتدشن فى ربوعها العمران .. وتدوى من أرضها فى الأرض تراتيل السلام .
علاماتٌ.. بحور علمٍ تفيض بالمعرفة .. ولو نظرت لوجدت جامعات حكومية وخاصة وأهلية ودولية ما عادت تخلو منها كل محافظة من محافظات مصر .
علاماتٌ .. أشجار صغيرة يافعة يرويها شعبنا من ماء نيله مثلما من قوت يومه .. ولو نظرت لوجدت أشجارنا اليافعة ” شبابنا ” يسعى لامتلاك أدوات العلم والمعرفة ، يعرف قيمة العمل والإنجاز ويلفظ التراخى .. شباب تعلم أن لا مال بلا جهد وعمل.
علاماتٌ .. بذور أمل غرسها المصريون .. أطفال يتشبثون بأعلام الوطن ويهتفون باسمه ويغارون على انتصاراته .. يستنشقون عطر الوطن فمتلىء صدورهم بهواه وهويته.
علاماتٌ .. يتحول معها كل يوم تراب صحرائها ليُصبِح تِبراً .. ولو نظرت للعاصمة الادارية الجديدة والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة و ٣٩ مدينة جديدة تتضاعف معها مساحة العمران من ٧ إلى ١٤ فى المائة ،، لو نظرت لوجدت كيف كانت تلك الأراضى وكيف أصبحت ، لوجدت كيف صار التراب هناك تِبراً .. وربما أغلى من التِبر .
علاماتٌ على طريق تحقيق الرؤية .. مساحات متضاعفة من ربوع صحرائنا يتغير لونها فتفيض بالخير والثمرات .. ولو نظرت من توشكى الجديدة جنوباً للدلتا الجديدة شمالاً لوجدت كيف يصير ما هو أصفر هناك أخضراً.
علاماتٌ .. تطالعنا فيها شرايين تصخ فيها الدماء فى أنحاء الجسد .. جسدتها سبعة آلاف كم من الطرق الجديدة التى باتت تربط أقصى مصر بأقصاها ، تعيد اللحمة بين مدنها وقراها .. وشرايين غيرها .. ترع وقنوات تطهرت فتطورت لتروى من ماء نيلها أرضها وشعبها .
علاماتٌ .. من سيناء حيث دحرنا بقوتنا الغاشمة قوى الشر فما عادت أرض القمر لهم ملاذٌا ولا مستقراً.. وفككنا لهم الأسحار بعدما هزمنا بفكرنا كل ما روجوا له من أفكار .. وأطلقت مصر فى ربوع سيناء العمران والإعمار .
علاماتٌ .. مساجد وكنائس نستهل – برفع عمارتها – كل عمرانٍ جديد من مصرنا الجديدة .. نذكر فيها اسم الله تعالى ، نعبده ونحمده على نعمته بأننا مؤمنون مصريون.
علاماتٌ .. ١٧ مجمعا صناعيا عملاقا تضم أكثر من خمسة آلاف وحدة صناعية جديدة تضيف لقاعدتنا الصناعية فتستكمل بها مصر منظومتها العملاقة .
علاماتٌ .. منصات عملاقة للطاقة جديدة ومتجددة ، تضخ فى أرجاء الوطن طاقات للإنتاج والنور ، توجها مفاعل مصر النووى الذى يجرى تدشينه فى الضبعة .
علاماتٌ .. تؤمن للمريض صحته .. ولليتيم كفالته .. ولذى الهمة قدرته .. تؤمن لكل مصرى سبل حياته وعزته .
علاماتٌ .. من مبادرة “حــيــــاة كريــــمـة” التى تمضى بثبات لتحسين ٤٥٠٠ قرية بتكلفة مائتى مليار جنيه .. ومن القرار الرئاسى بزيادة المبلغ المخصص لدعم الأيتام سنويًا إلى 3.5 مليار جنيه .. مرورا بتنويع المبادرات والتشريعات لذوى الهمم بتوجيهات رئاسية وصولا لتخصيص الدولة نسبة لتمثيلهم الدائم داخل مجلس النواب وتسكينهم بنسبة خمسة بالمائة فى وحدات سكنية بمشروعات الإسكان.
علاماتٌ .. من مبادرة ١٠٠ مليون صحة والقضاء على فيروس سى الذى نهش لعقود طويلة أجساد المصريين إلى الكشف عن الأمراض السارية إلى إقامة مئات المستشفيات والعيادات الشاملة والمبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار وصولاً لنحو ألف مشروع فى قطاع الصحة .
ولو نظرت للملايين ممن لامسوا فى حياتهم اليوم تلك العلامات ، استفادوا من هذه المشروعات لعرفت كيف أعادت اليهم الأمل حتى يشاركوا فى صنع الأمل. علاماتٌ وعلامات لا يحصيها من يستعين بالبصر ولا يخطؤها من يملك البصيرة .. وفى كل علامة من تلك العلامات تكون تحديات وتضحيات .. ويكون صبر وعمل .. ويكون معهما هذا الايمان وذاك اليقينٌ لدى كل مصرى بأن رؤيتنا مثلما رؤيانا حقٌ وخيرٌ وسلام .
وفى فجرٍ قريب باليوم والساعة .. سوف نكتب نحن المصريون ميلاداً جديداً لدولتنا .. نكتب للمستقبل صفحة تاريخ جديدة .. واليوم نكتب سطورها بمداد اليقين والعمل ، ننقش حروفها بالعرق بعدما نقش شهداؤنا الأبرار أول حروفها بالدم .. نبنى ونعمر الحجر والبشر .. وفى فجرِنا القريب الذى تتلمسُ خُطانا خيوطه سوف تشرق شمسٌ .. يخرج معها للنور ميلاد مصر الجديد .. يد الله فوق أيدينا تعيننا وتحمينا .. وعين الله تباركنا وترعانا .. نعم .. ميلادٌ جديدٌ لمصر اسمه ” الجمهورية الجديدة”.
المصدر : أ ش أ