بالفيديو والصور.. خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني.. عبد العاطي : التبادل التجاري مع أوكرانيا شهد طفرة كبيرة خلال العامين الماضيين
أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، اليوم (السبت)، على عمق ومتانة العلاقات المصرية ـ الأوكرانية.
وقال الدكتور عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيها، إن زيارة الوزير الأوكراني والوفد المرافق له لمصر تعكس عمق ومتانة العلاقات المصرية ـ الاوكرانية التي دشنت في يناير عام 1992.
وأشار وزير الخارجية إلى أن مصر تعد من أوائل الدول التي اعترفت بأوكرانيا، عقب استقلالها في يناير 1992، مؤكدا أنه حرص خلال المشاورات التي أجراها مع نظيره الأوكراني على مناقشة أوضاع الجالية المصرية في أوكرانيا،ـ فضلا عن تبادل الرؤى حول العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
وقال وزير الخارجية إن المباحثات التي أجراها مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيها تناولت العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وأيضا في المجالات التعليمية وغيرها من المجالات بهدف مزيد من دفع وتطوير هذه العلاقات إلى آفاق أرحب.
وأضاف أنه من المتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية هذا العام إلى ملياري دولار، مؤكدا في الوقت نفسه أن مصر هي الشريك التجاري الأول لأوكرانيا في القارة الإفريقية وفي الشرق الأوسط.
وشدد وزير الخارجية على أهمية استمرار الصادرات الأوكرانية إلى مصر خاصة من الاقماح والحبوب والزيوت، معربا عن تطلعه لاستعادة وتيرة السياحة الأوكرانية إلى مصر التي كانت وتعد أحد أهم المقاصد السياحية للمواطنين الاوكران، حيث تجاوزت في بعض السنوات رقم المليون سائح من أوكرانيا وتحديدا إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة.
وأوضح الدكتور بدر عبد العاطي أن المباحثات تطرقت أيضا إلى أهمية فتح المزيد من الأسواق الأوكرانية أمام المنتجات المصرية والصادرات المصرية سواء الصادرات الزراعية أو الصناعية أو غيرها.
وقال وزير الخارجية إن: “المباحثات مع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، تناولت قضية الاستثمار وأهمية تعزيز العلاقات الاستثمارية بين بلدينا بما في ذلك الاستثمارات الأوكرانية في مصر وخاصة في ظل الحوافز والتسهيلات التي تقدمها مصر للمستثمرين الأجانب والاستفادة أيضا من الفرص المتاحة في الاقتصاد والسوق المصري الذي هو بطبيعة الحال الأكبر في الشرق الأوسط وأيضا في القارة الأفريقية”.
وأوضح عبدالعاطي، أنه تم التباحث حول الاستفادة أيضا من اتفاقيات التجارة الحرة التي مصر هى طرف فيها وعلى رأسها اتفاقية التجارة الحرة القارية في إفريقية وإمكانية أن تكون مصر من خلال توطين الصناعات الأوكرانية منفذا للصادرات الأوكرانية إلى القارة الإفريقية”.
وقال إن المباحثات تناولت أيضا بعض الأفكار في أن يكون هناك مركزا لوجيستيا للحبوب والقمح في منطقة قناة السويس ، وبحثنا أيضا إتفاقية التجارة الحرة والتي مصر طرفا بها تتعلق بسوق يصل حجمه لأكثر من 2 مليار نسمة وليس فقط السوق المصري الذي يزيد عن 110 ملايين نسمة.
وأكد وزير الخارجية خلال المباحثات أهمية تعزيز التعاون العلمي والتعليمي والثقافي والأكاديمي بين البلدين ، حيث تم بحث أيضا فرص إنشاء أفرع لبعض الجامعات الأوكرانية المتميزة هنا في القاهرة أسوة بالعديد من الجامعات من اليابان وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة ومن دول عديدة.
وأشار إلى أن أوكرانيا تعد إحدى الوجهات الهامة للطلبة المصريين، وتقدم كافة أوجه الرعاية للطلبة المصريين هناك، مشددا على أهمية الاستفادة من الامكانيات العلمية في الجامعات الأوكرانية، فضلا عن حرصه على تناول بشكل مستفيض أوضاع الطلبة المصريين المتواجدين في الأراضي الأوكرانية وتقديم المزيد من الدعم والتسهيلات لهم من جانب السلطات الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، إنه تم منذ قليل التوقيع على مذكرة التفاهم للتعاون بين المعهد الدبلوماسي المصري والمعهد الدبلوماسي الأوكراني، وأن هذا سيكون بداية لتعزيز التعاون بين المعهدين الدبلوماسيين التابعين لوزارة الخارجية لبلدينا.
وأضاف عبد العاطي أنه تم التطرق -خلال المباحثات مع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها- إلى مسألة التعاون في أفريقيا وأهمية هذا التعاون من أجل مزيد من تقديم الدعم إلى أشقائنا في القارة الإفريقية في مختلف المجالات وعلى رأسها التعاون الفني والتدريب المهني وبناء القدرات لأشقائنا في القارة الأفريقية.
وتابع الوزير، أن الموضوعات والملفات الإقليمية كانت حاضرة بقوة خلال مباحثاتنا، حيث تم التطرق إلى الأوضاع الكارثية في الشرق الأوسط نتيجة للعدوان الإسرائيلي المستمر سواء على قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو في لبنان الشقيقة ، وأكدت أيضا على مخاطر التصعيد الخطيرة في المنطقة وإدانة مصر الكاملة لأي أشكال للتصعيد والتي قد تقود المنطقة إلى حرب شاملة وأهمية منع التصعيد والحد منه.
وقال شددت على أن وقف العدوان على قطاع غزة وأيضا على لبنان كفيل بطبيعة الحال بمنع التصعيد في المنطقة وبصفة خاصة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنفاذ المساعدات والذي سيكون له تأثير على الاستقرار وخفض حدة التصعيد في المنطقة جنبا الى جنب مع وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان الشقيق.
وأضاف عبد العاطي أننا تباحثنا أيضا بشأن الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وخطورة التصعيد هناك وانعكساته شديدة السلبية على حركة التجارة وعلى الاقتصاد المصري، مشيرا إلى الجهود الحثيثة والجادة التي تبذلها مصر بالتعاون مع الأشقاء في قطر والولايات المتحدة من أجل الدفع في اتجاه التوصل إلى صفقة تضمن الوقف الفوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى المحتجزين والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية دون أي عقبات إلى قطاع غزة.
وأضاف وزير الخارجية أن المباحثات التي أجراها مع نظيره الأوكراني تطرقت إلى العديد من الملفات الإقليمية وعلى رأسها الوضع في السودان وليبيا وسوريا ومجمل الأوضاع في المنطقة، مؤكدا أنه حرص خلال المناقشات مع الوزير الأوكراني التطرق إلى قضية الأمن الوجودي لمصر المتمثلة في قضية المياه.
وشدد وزير الخارجية على أن مصر لن تتهاون في الحفاظ على حقوقها المائية في ضوء أحكام قواعد القانون الدولي على نهر النيل باعتباره نهرا دوليا عابرا للحدود، مشيرا إلى أن المناقشات تناولت آخر تطورات الأزمة الروسية ـ الاوكرانية وموقف مصر الواضح والصريح والمتزن الذي يرتكز في المقام الأول على احترام قواعد القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول.
وأشار الدكتور بدر عبد العاطي إلى الجهود التي تبذلها مصر ولا زالت تبذلها لاحتواء الأزمة الروسية ـ الأوكرانية منها الدعوة السابقة التي تجسدت في النداء العالمي الذي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح “cop 27” في مدينة شرم الشيخ، بالإضافة إلى جهود الاتحاد الأفريقي في القمة الإفريقية وأيضا في إطار المبادرة العربية في خلال جامعة الدول العربية ومجموعة الاتصال العربية للعمل على التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي لهذه الازمة.
وتابع وزير الخارجية قائلا إنه أطلع وزير الخارجية الأوكراني على حرصه خلال المشاركة في الاجتماع الوزاري الأول للمبادرة الصينية ـ البرازيلية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي على تسوية الأزمة الراهنة بين كييف وموسكو، وأهمية إيجاد حل مستدام لها طبقا لمبادئ القانون الدولية، بما في ذلك الحوار والتسوية السلمية للنزاعات والحفاظ بطبيعة الحال على سيادة الدول ووحدة أراضيها بجانب ضرورة التعامل مع جسور مسببات الازمة، وذلك في إطار صياغة مقاربة شاملة لتحقيق السلام.
وحذر الدكتور بدر عبد العاطي من الآثار السلبية المترتبة لاستمرار هذه الأزمة “الأوكرانية ـ الروسية” على مصر والعالم أجمع، خاصة فيما يتعلق بقضية الأمن الغذائي وأمن الطاقة بشكل خاص، قائلا:”إن هذه الازمة تؤثر بشكل سلبي على الدول النامية وعلى مصر على وجه التحديد باعتبار أن مصر هي أكبر مستورد للأقماح على مستوى العالم، مؤكدا توافق الرؤى المصرية ـ الأوكرانية فيما يتعلق بمنع اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
المصدر : أ ش أ