طالب الخبير الأثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بتسجيل قلعة شيخ العرب همام، أشهر القلاع بمدينة قنا ، كأثر مستقل من الآثار الإسلامية برقم خاص واعتماد خطوط تجميل خاصة بها لأهميتها الشديدة ورفع الرمال من داخلها وتنظيف المنطقة حولها لكشف التخطيط الحربى لمساكن جنود شيخ العرب همام.
وأشار إلى ضرورة وضع خطة ترميم وتطوير للقلعة ووضعها على خريطة السياحة بمحافظة قنا بالتعاون بين وزارة الدولة لشئون الآثار والمحافظة .
وقال ريحان إن قلعة شيخ العرب همام تعود للقرن 12هـ / 18م ، وتعتبر مفتاح درب الأربعين الشهير وقد سجل الأثرى محمود عبد الوهاب مدير الشئون الأثرية بمنطقة آثار نجع خمادى ، تاريخ وعمارة القلعة فى كتاب قلعة الأمير همام بالعركى – محافظة قنا .
و أضاف أن القلعة تقع ضمن حرم منطقة آثار العركى المسجلة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1562لسنة 1998 أما القلعة فهى تقع ضمن حرم المنطقة الأثرية وتنطبق عليها المادة 19 من قانون حمايةالآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 باعتبارها واقعة داخل خطوط التجميل وبالتالى فهى أرضا أثرية .
وحول تاريخ وعمارة قلعة ” شيخ العرب همام ” ، أوضح الدكتور ريحان أنها تقع بشمال قرية العركى التابعة لمركز فرشوط محافظة قنا، ولقرية العركى تاريخ حافل منذ دخول الإسلام مصر وحتى عصر أسرة محمد على حيث شهدت وقائع العديد من المعارك الحربية أيام الفتوحات الإسلامية وبنيت القلعة بالطوب اللبن المصنوع من الطمى والرمل وترتفع جدرانها 6م والأسقف تتكون من الأقبية والقباب النصف كروية والعقود النصف دائرية فى الأبواب والنوافذ.
وأشار إلى أن القلعة تتكون من مبنيين منفصلين ، المبنى الرئيسى هو المبنى الجنوبى مساحته 2156م2 وإلى الشمال منه المبنى الثانوى وهو مبنى صغير تبلغ مساحته 1050م2 وكان يخص المخازن والطواحين وتقع الثكنات الحربية لمساكن الجند جنوب غرب مبنى القلعة بحوالى 150م وهى منطقة متسعة تزيد مساحتها على خمسة عشر فدانا بها أطلال مبانى قديمة ردمت بالرمال وأثرت عليها العوامل الجوية وإلى الغرب من مبانى القلعة توجد منطقة متسعة تبلغ مساحتها حوالى عشرة أفدنة خالية ، كانت ميدانا لتدريب الجند على الأعمال العسكرية واستعراض الخيل.
وأضاف أن شيخ العرب همام هو همام بن يوسف بن أحمد بن صبيح بن همام سبيك الهوارى ولد فى مدينة فرشوط عام 1106هـ ولقد نشأ شيخ العرب همام فى بيت ورث الثراء والمكانة أبا عن جد فقد كان همام ابنا للشيخ يوسف الذى آلت إليه زعامة قبائل الهوارة فى أواخر القرن الحادى عشر الهجرى السابع عشر الميلادى وكان همام أكبر أبناء الشيخ يوسف فآلت إليه زعامة قبائل الهوارة من المنيا وحتى أسوان.
وأكد أن شيخ العرب همام كون جيشا كبيرا من القبائل العربية ومن المماليك الفارين إلى الصعيد ، و كان بهذا الجيش الكثير من الأجناد والقواسة وأكثر هؤلاء من فرقة القاسمية على أن العدد الأكثر بجيش الأمير همام كان من رجال عربان الهوارة أقاربه وأهالى الصعيد ، لافتا إلى أن عدد رجال هذا الجيش قدر بحوالى 35 ألف مقاتل وهذا الجيش مجهز بكل ما يحتاج إليه من أموال وذخائر ومؤن وأسلحة ولكن مما لا شك فيه أن هذا الجيش لم يكن له من الاستعداد والتدريب ما يماثل الجيوش المملوكية وهذا ما يفسر الانهيار السريع لقوات الأمير همام أمام قوات على بك الكبير أثناء لقائهما فى معركة اسيوط.