رفض الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الأحد التدخل المحتمل للولايات المتحدة أو أي قوة خارجية اخرى في العراق، واتهم واشنطن بمحاولة استغلال الخلافات الطائفية العراقية لاستعادة السيطرة على الدولة التي احتلتها ذات يوم.
وأضاف خامنئي في تصريحات نشرتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية أن بإمكان العراقيين أنفسهم انهاء العنف في بلادهم.
واستولى جهاديون ملثمون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على قطاعات في شمال العراق هذا الشهر بهدف إقامة خلافة إسلامية تتجاهل الحدود التي وضعتها القوى الاستعمارية قبل قرن.
ويقود الهجوم مزيج يضم عشائر سنية ومتشددين إسلاميين وضباطا سابقين بحزب البعث الذي كان يتزعمه صدام حسين اتحدوا جميعا في كراهية الحكومة التي يقودها الشيعة والتي يتهمونها بتهميش طائفتهم. لكن الدولة الإسلامية في العراق والشام تصدرت التمرد والهجمات على المدن والبلدات.
ويقول الرئيس الإيراني حسن روحاني إن رجال بلاده لن يترددوا في الدفاع عن الأضرحة الشيعية في العراق اذا لزم الأمر لكنه قال مثل خامنئي إن العراقيين قادرون على اداء تلك المهمة بأنفسهم.
وذكر خامنئي “تحاول السلطات الأمريكية تصوير هذا على انه حرب طائفية لكن ما يجري في العراق ليس حربا بين الشيعة والسنة.”
وتابع “انه في الواقع نفس نظام الهيمنة القديم باستخدام فلول نظام صدام (حسين) كأدوات أساسية والعناصر التكفيرية كجنود مشاة.” في إشارة إلى المتشددين الإسلاميين السنة.
وقال خامنئي إنه يعارض بقوة تدخل الولايات المتحدة أو أي دول أخرى في العراق وأضاف أن واشنطن ترغب في إعادة السيطرة على الدولة المصدرة للنفط.
ونقل عن خامنئي قوله “تحاول الولايات المتحدة ان يكون العراق خاضعا لنفوذها وأن يحكمه من يكون طوع أمرها.”
ولم يشر خامنئي إلى اي تعاون محتمل مع الولايات المتحدة بشأن العراق وهي فكرة قال روحاني في رد على تساؤل خلال مؤتمر صحفي في 14 يونيو إن طهران قد تبحثها اذا تعاملت واشنطن مع “الجماعات الارهابية” في المنطقة.
وقال إن الصراع في العراق ليس طائفيا لكنه يدور بين من يريدون الحاق العراق بالمعسكر الأمريكي وبين من يريدونه مستقلا.
وأضاف أن الحملة المسلحة “تهدف إلى زعزعة الاستقرار والهدوء في العراق وتهديد وحدة أراضيه…الصراع الأساسي هو بين الذين يريدون ان يكون العراق مستقلا وبين من يريدون الحاقه بالمعسكر الأمريكي.”
وقال خامنئي في اشارة إلى الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في أبريل الماضي “أمريكا ليست راضية عن العملية (السياسية) الجارية في العراق أي المشاركة الواسعة (للشعب) في الانتخابات واختيار ممثليه بنفسه إذ أنها تسعى لعراق تهيمن عليه ويحكمه عملاؤها.”
وحصل المالكي على النصيب الأكبر من المقاعد في الانتخابات لكن يتعين عليه ان يتفاوض مع قوى سياسية اخرى لمحاولة تشكيل ائتلاف للبقاء في السلطة.
وعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 19 يونيو إرسال نحو 300 مستشار عسكري أمريكي إلى العراق للمساعدة في تنسيق القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لكنه حث ايضا رئيس الوزراء نوري المالكي وهو حليف لإيران على عمل المزيد لرأب الصدع الطائفي في البلاد.
المصدر: رويترز