حلا العنزي، طفلة تحدَّت الإعاقة، وعبَّرت عن نفسها بما تحبه وتعشقه، لم تستسلم لليأس، بل أصرَّت على أن تكون نموذجاً مشرِّفاً للجميع، ووضعت بصمتها الخاصة في عرض أزياء، نال إعجاب كل مَن تابعه، لتثبت أن الإعاقة لا تقف أمام تحقيق الأحلام.
“سيدتي” قابلتها ووالدتها للكشف عن تفاصيل دخول حلا ساحة الأزياء والجمال، لتصبح بذلك أول موديل سعودية من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتقول والدة الطفلة حلا البالغة من العمر 7 سنوات: ابنتي طفلة كالقمر، كانت طبيعية وذكية تحب الحياة، وكل الناس، متفائلة جداً، وكانت تذهب معي كل صباح إلى المدرسة، تستمع مع زميلاتها في الصف الأول، تتعلم وتتحدث معهن، وتحاورهن، وتشرح بعض المعلومات التي كانت تختزنها في ذاكرتها الصغيرة بأسلوبها البريء واللطيف، ولكن قدَّر الله أن تصاب بسرطان الدماغ، وهي بعمر 5 سنوات وعدة أشهر، فأُجريت لها عملية في الدماغ، لكنها فقدت القدرة على المشي، وكذلك النطق والتخاطب، وبحمد الله وفضله ومنته، بدأت حالتها تتحسن تدريجياً مع خضوعها لجلسات العلاج الطبيعي والوظيفي، وهي الآن تتعلم وتتلقى تعليمها وتأهيلها في جمعية الأطفال المعاقين بالرياض.
وأضافت أم حلا: تتميز حلا بثقتها في نفسها، وامتلاكها “كاريزما” خاصة، تختلف عن بقية إخوتها، فهي منذ صغرها تعشق الظهور في الإعلام، وكانت تهتم كثيراً بالألبسة المنسَّقة والمرتَّبة، ولها في “يوتيوب” بعض المشاركات المدرسية الإرشادية التي تدل على شغفها وحبها للترتيب والتنسيق، وقد أردت أن توصل حلا رسالة إلى جميع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم، وهي أننا بالأمل نصنع المعجزات، فالطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لديه نفس القدرات التي يتمتع بها الطفل الطبيعي، وهو قادر على تحقيق ما يريد، وهذا ما فعلته حلا حيث أصبحت أول موديل سعودية من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعن الفريق الذي يتولى تنسيق إطلالات الموديل الصغيرة حلا والذي منحها اللقب أول موديل سعودية من ذوي الاحتياجات الخاصة، قالت والدتها: أتقدم بالشكر الجزيل إلى المصممة السعودية أميرة الغيث، والمصور تركي عبدالله، فهما السبب، بعد الله، في استرداد حلا ثقتها في نفسها بعد إصابتها بالمرض، حيث عادت لتمارس هوايتها الجميلة التي سلبها إياها الكرسي المتحرك.
وأكدت والدتها أن ابنتها تعشق عالم الموضة والأزياء، وقالت: منذ صغرها وحلا تعشق هذا المجال، وحينما ستكبر ستصبح إن شاء الله مصممة أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة، لذا أتمنى أن أساهم في تنمية موهبتها، وتمكينها من المشاركة في عروض الأزياء التي تقيمها مصممات سعوديات لدعمها وصقل موهبتها لتسجل بصمتها بصفتها من ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا المجال، ولتكون مثالاً يحتذى به من الجميع، وتحقق حلمها رغم ما تمر به من صعاب.
المصدر: وكالات