بعد تأجيل متكرر، أعلن المجلس الرئاسي الليبي، تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وتتكون من 13 حقيبة وزارية و5 وزراء دولة، في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى حقيبة الدفاع، التي طالما كانت مصدرا للخلاف بين الأطراف المختلفة بين مؤيدي رئيس الأركان اللواء خليفة حفتر ومعارضين له.
وأعلن التشكيل الجديد عن تولي العقيد في قوات السلطات، المعترف بها دوليا، في الشرق المهدي البرغثي حقيبة الدفاع في حكومة فايز السراج، فيما استمرت الخلافات داخل المجلس الرئاسي حول الحقيبة ذاتها، فضلا عن الحقائب السيادية الأخرى، وعلى رأسها الخارجية.
وعلى الرغم من تداول الأنباء عن قرب البرغثي من حفتر، إلا أن خلافات تصاعدت الفترة الأخيرة أبرزت معارضة كل منهما للآخر، حيث قال حفتر في تصريحات صحفية مؤخرا، إن البرغثي لا يصلح لتولي حقيبة الدفاع في حكومة السراج، وإنه ليس لديه الكفاءة لمثل هذه الوظيفة المتطلبة قيادة عسكرية من نوع خاص، مشددا على أنه عسكري في نهاية الأمر، ويجب أن يحترم الأعراف العسكرية ولا يخرج عن الأوامر التي توجه له.
وشهدت جلسات المجلس الرئاسي خلافات وانسحاب لأعضائها، على رأسهم علي القطراني، الذي أكد رفضه للبرغثي، مؤكدا أنه لم يرفض وزير الدفاع الجديد لشخصه، معتبره “أحد أبطال جيشنا، ولكن لم يطرح اسمه، وأنا موجود نهائيًّا، ولم أحضر هذا الترشيح”، معربا عن ثقته التامة فيه، في الوقت الذي ترددت فيه الأنباء عن أن سبب رفضه هو دعمه للواء خليفة حفتر.
واتهم القطراني المجلس الرئاسي بأنه “أداة للإخوان المسلمين المتواجدين في الصخيرات”، وأنه قدم الأدلة على ذلك دون الانتباه إليها.
وكان العقيد المهدي البرغثي، آمر الكتيبة 204 دبابات، التي تقاتل إلى جانب قوات عملية الكرامة في بنغازي، حيث وضع نفسه تحت أمرة الجيش الليبي ورئاسة الأركان، وأسقط مقر غرفة عمليات شورى بنغازي بمعسكر 17 فبراير.
انشق عن النظام وانضم إلى ثورة 17 فبراير، حيث شكل خلية من بعض الضباط والجنود الوطنيين برفقة قريبه نصر شويقي في مدينة الكفرة، والتحق البرغثي بجبهة البريقة وخاض كثيرًا من المعارك، وفي 19 مارس 2011 خرج متصديًا لرتل كتائب القذافي كقائد للدبابة الوحيدة في المعركة.
بعد إعلان التحرير، عكف البرغثي على بناء وحدة عسكرية حقيقية في معسكر الدبابات (204)، المعسكر الذي شهد له الجميع بتنظيمه وانضباطه المهني في ظل الفوضى العسكرية في تلك المرحلة، وسمي المعسكر (204) بسبب عدد ما تم تصليحه وتجهيزه من دبابات ومدرعات وناقلات جنود.
المصدر: وكالات