بعد عام دام، يتوقع خبراء مصريون أن تتمكن القطع العسكرية من تشديد الحصار على تنظيمات سيناء الإرهابية وإضعافها، من دون إنهائها.
ودعت مصر عام 2015 وقد خسرت المئات من أبنائها، سقطوا ضحايا للإرهاب في سيناء أو في العاصمة والمحافظات. فالعام المنصرم كان الأشرس في الهجمات الإرهابية، والأكثر في عدد الضحايا تاريخيًا.
وتبدأ مصر عام 2016 وكلها أمل في أن تستطيع السيطرة على الإرهاب الذي أودى بضباط وجنود من قوات الجيش والشرطة، وبقضاة ومواطنين.
وقع نحو 63 هجومًا في سيناء، وأعلن تنظيم ما يعرف بـ “ولاية سيناء” أو “داعش مصر” مسؤوليته عن أغلبها. ولعل أشدها شراسة هي الهجمات التي شنها أكثر من 100 عنصر من التنظيم فجر الأول من (يوليو) الماضي على 12 نقطة عسكرية في شمال سيناء، وأسفر عن مقتل 17 عسكريًا.
استطاعت قوات الجيش صد الهجمات، وشنت هجمات مضادة ضد التنظيم أسفرت عن مقتل المئات من عناصره، بحسب بيانات المتحدث العسكري.
في 31(أكتوبر)، سقطت طائرة ركاب روسية فوق سيناء، كان على متنها 224 شخصًا لقوا حتفهم جميعًا. وأعلن داعش مسؤوليته عن الحادث وقال إنه استطاع زرع عبوة ناسفة تحت مقعد أحد الركاب، وفجر الطائرة في الجو.
وشهد عام 2015 عمليات إرهابية نوعية استهدفت القضاة أيضًا، فقتل أربعة قضاة في مدينة العريش في 16 (مايو)، وتم اغتيال النائب العام السابق هشام بركات بتفجير موكبه في 26 (يونيو).
وفقًا لحصيلة غير نهائية أجراها المركز المصري لمكافحة الإرهاب، بلغ عدد ضحايا جهاز الشرطة 8 آلاف قتيل، و4 آلاف مصاب، و500 مركبة من بداية عام 2013 حتى (أبريل) 2015، بينما بلغت خسائر القوات المسلحة 125 قتيلًا في عام 2013. وخلال عام 2014 حتى نهاية (أبريل) 2015 بلغ إجمالي عدد الضحايا 239 قتيلًا، والمصابين 398 شخصًا.
خسائر قطاع السياحة خلال عام 2013 بلغت 5,9 مليارات دولار، بانخفاض 4,41 في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه، والذي حققت فيه مصر دخلًا سياحيًا تجاوز 10 مليارات دولار. وبلغت خسائر الشركات السياحية حوالى 173 مليون دولار، وانخفضت نسبة العمالة المصرية إلى 60 في المئة.
وقدر المركز غير الحكومي خسائر قطاع الكهرباء بـ 477 مليون جنيه نتيجة تفجير 85 برجًا و510 أكشاك ومحولات كهربائية على مستوي الجمهورية خلال تلك الفترة أيضًا. ووصلت خسائر هيئة الإسعاف إلى 50 قتيلًا ومصابًا، إلي جانب تدمير 176 سيارة اسعاف نتيجة العمليات الإرهابية.
وبالرغم من دموية 2015، فإن الخبراء العسكريين يتوقعون أن يشهد 2016 انخفاضًا في عدد الهجمات ومحاصرة التنظيمات الإرهابية، من دون القضاء عليها نهائيًا.
قال اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع سابقًا، إن القضاء على الإرهاب يستغرق وقتًا طويلًا، موضحًا أن الولايات المتحدة تقاتل منذ أكثر من عشر سنوات في أفغانستان والعراق للقضاء عليه.
وتوقع أن يشهد 2016 انخفاضًا كبيرًا في عدد العمليات الارهابية في سيناء، مشيرًا إلى أن الارهاب لن ينتهي بشكل مطلق، “والسبب هو تلقيه الدعم من قوى دولية وإقليمية”.
وأوضح فؤاد أن أجهزة الدولة تتخذ الإجراءات الممكنة، سواء السياسية أو العسكرية أو الثقافية، لتجفيف منابع الارهاب والتصدي له، “وأستبعد أن تتوحد كافة العناصر الإرهابية تحت راية واحدة كما أن انصار بيت المقدس هي الفئة الوحيدة الموجودة في سيناء، والعمليات الإرهابية في 2016 لن تتخذ نفس الشكل ولن تسفر عن نفس العدد الكبير من الخسائر كما في 2015، بل ستكون عمليات محدودة وصغيرة جدًا”.
يقول اللواء ناصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع سابقًا، إن مصر قادرة على كسر شوكة الإرهاب في 2016، والتقليل من هذه العمليات، “وما يحدث الآن من العناصر الإرهابية ما هي إلا عمليات فردية”.
أضاف “الهجمات الإرهابية التي حدثت في كرم القواديس والشيخ زويد ورفح، والتي شهدت عمليات قتالية بين القوات المسلحة والعناصر الإرهابية لن تحدث مرة أخرى، والسبب هو قيام القوات المسلحة بعملية ’الشهيد‘، التي قضت على عدد كبير من العناصر الإرهابية، كما أن أهالي سيناء أصبحوا أكثر جرأة ونزعوا الخوف من قلوبهم من هذه العناصر الإرهابية وأصبحوا أكثر تعاونًا مع القوات المسلحة، وكل هذه العوامل ستساعد مصر في القضاء على الإرهاب في سيناء”.
وأشار سالم إلى أن عام 2016 سيشهد عمليات أكثرة قوة من قبل القوات المسلحة ضد العناصر الإرهابية، ما سيؤدي إلى حصارها والقضاء عليها نهائيًا، “فتنظيم ولاية سيناء في طريقة إلى الانحلال والنهاية، وتواجد عناصره واندساسهم وسط المدنيين سيساهم في تطويل مدة القضاء على هذه الجماعات الإرهابية نوعًا ما”.
كما يتوقع الخبير العسكري أن تنخفض المساعدات الدولية لهذه الجماعات الإرهابية الموجودة في سيناء في عام 2016، “وهي تكبدت الكثير من الخسائر في المعدات والأفراد ووقع عناصرها تحت الحصار، وقطع الإمداد عنهم، ما يسهّل عملية القضاء عليهم”.
المصدر:وكالات