يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موقفا عصيبا داخل حزب المحافظين مع إعلان كبار أعضاء الحزب تأييدهم لموقف الوزيرة البريطانية السابقة البارونة سعيدة وارسي التي قدمت استقالتها أمس الثلاثاء احتجاجا على سياسة الحكومة حيال الوضع في غزة.
وضم دومينيك جريف، النائب العام السابق، صوته إلى جوقة من كبار المحافظين الغاضبين من سياسة الحكومة البريطانية تجاه العملية العسكرية الإسرائيلية وزاد من الضغوط على رئيس الوزراء لإدانة الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة.
وقالت وزيرة الدولة في الخارجية البريطانية ووزيرة شؤون الجاليات والأديان السابقة سعيدة وارسي -في تصريح مقتضب بعد اعلان استقالتها أمس- “خلال الأسابيع الأربعة الماضية قمت بكل ما أستطيع القيام به من خلال الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية، محاولة اقناع زملائي بأن سياستنا الحالية تجاه غزة لا يمكن “الدفاع عنها أخلاقيا” وهي لا تصب في مصلحتنا وسيكون لها عواقب علينا، دوليا وهنا في بلادنا”.
وزادت الضغوط على كاميرون بشأن القضية بسبب موقف زعيم حزب العمال اد ميليباند الذي دعا الى تشديد اللغة مع اسرائيل، في الوقت الذي دعا فيه زعيم حزب الليبراليين الديموقراطيين ونائب رئيس الوزراء نيك كليج الى تعليق تراخيص السلاح المصدرة الى إسرائيل.
وقال عمدة لندن والقيادي بحزب المحافظين بوريس جونسون إن العملية العسكرية الاسرائيلية لم تكن متناسبة، مضيفا “أعتقد أنها بشعة ومأساوية ولا أعتقد أنها لن تفيد اسرائيل في شيء على المدى الطويل”.
وردد تعليقاته دومينيك جريف، الذي أطاح به كاميرون في التعديل الوزاري الشهر الماضي، واصفا الليدي وارسي والوزير السابق كين كلارك بأنهما أكثر الشخصيات خبرة، وستفتقدهما الحكومة في الفترة القادمة.
من جانبه، أكد وزير شؤون الشرق الأوسط الأسبق، وأحد صقور حزب المحافظين أليستر بيرت إن العملية العسكرية الاسرائيلية على غزة “لم تكن مبررة”، وأنها “تفتقد للدافع الأخلاقي”.
وتلقت سعيدة وارسي أيضا دعما من السير نيكولاس سوامس وسارة والاتسون وكريسبين بلانت.
ورغم الدعم الكبير الذي تلقته وارسي من أعضاء حزب المحافظين، إلا أن وزير الخزانة جورج أوزبورن وصف رحيلها “بالمحبط وغير الضروري”، وهوالموقف المتوقع، خاصة بعد أن سخرت وارسي من أوزبورن في تصريحات سابقة على القناة الرابعة البريطانية قائلة انه “صديق مقرب من الحكومة الاسرائيلية” و “فشل في استغلال تأثيره لمنع عمل يضر بالبلاد”.
المصدر : أ ش أ