تدخل المواجهات العسكرية بين الجيش الأذربيجاني وقوات دفاع “ناغورنو كاراباخ”، يومها الخامس رغم دعوات أطرافٍ دولية وإقليمية بينها روسيا والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن وإيران، حثّت فيها الجانبين على وقفٍ فوري لإطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات.
واعتبرت مسؤولة بارزة من “ناغورنو كاراباخ” الانفصالي عن أذربيجان أن المواجهات المستمرة منذ أقل من أسبوع، أعنف من التي وقعت لآخر مرة مع أذربيجان مطلع إبريل عام 2016، ووصفتها بـ “حربٍ تستهدف جمهورية آرتساخ”( ناغورنو كارباخ)، التي تأسست عام 1992 بعد صراعٍ دموي دام لنحو 5 سنوات مع أذربيجان إثر تفكك “الاتحاد السوفيتي”، بحسب تعبيرها.
وقالت آرمين آليكسانيان إن “ما يحصل الآن، لا يمكن وصفه باشتباكات، هي حرب بالفعل، ففي الساعات الأولى يوم الثلاثاء الماضي، شنّت القوات المسلّحة الأذربيجانية هجوماً واسع النطاق على مواقع قوات الدفاع على كامل خط التماس مع أذربيجان واستخدمت فيها المدفعية والغارات الجوية كما استهدفت المدن بما فيها سيتباناكيرت وبلدات وقرى أخرى مأهولة بالسكان”.
وأضافت أن “القتال يستمر في الوقت الحالي على طول خط التماس بين ناغورنو كارباخ وأذربيجان والجيش الأذربيجاني يستخدم الدبابات والمركبات القتالية المدرعة ونظام إطلاق الصواريخ والقذائف والطيران بما فيها تلك المسيرة، ويستهدف بشكلٍ عشوائي الأماكن المأهولة بالسكان والبنى التحتية، لكن قوات الدفاع الخاصة بنا تتصدى للهجمات على كلّ الجبهات”.
إلى ذلك، أشارت إلى أن “الاشتباكات لا تأتي من فراغ وعادة يبدأ بها من لديه الدوافع لفعل ذلك، أما بخصوص النزاع الأذربيجاني مع ناغورنو كارباخ، فلا مصلحة لدينا أو لأرمينيا في استئناف الأعمال العدائية، بل إننا طالبنا مراراً بحل النزاع بالوسائل السلمية، في حين أن القيادة الأذربيجانية طول الفترات الماضية كانت تهدد بحربٍ جديدة”.
وأوضحت أن “الحل للتصعيد الحالي يكمن في جلوس كل الأطراف على طاولة المفاوضات، لكن قبل حدوث هذا الأمر يجب وقف الأعمال العدائية وايجاد مناخٍ مناسب لإجراء محادثات سلام تضمّ كل أطراف النزاع”.
وكانت موسكو قد أعلنت أمس استعدادها لاستضافة وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، من أجل التوصل لحلٍ للنزاع الأذري ـ الأرميني.
وجاء المقترح الروسي بعد دعوة الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي لضرورة وقف إطلاق النار فوراً في ناغورنو كرباخ التي ترفض باكو إجراء محادثاتٍ مع مسؤوليها وتصفهم بـ “الانفصاليين الأرمن”.
وأدت المواجهات العسكرية المستمرة منذ الثلاثاء الماضي، إلى مقتل 7 مدنيين في ناغورنو كرباخ بينهم طفلان بالإضافة لجرح أكثر من 30 آخرين، وفق ما أفادت آليكسانيان .
وبحسب آليكسانيان، فإن 84 عنصراً من قوات الدفاع فقدوا حياتهم وجُرِح المئات منهم خلال المواجهات مع الجيش الأذربيجاني.
المصدر: وكالات