أعادت إيران النظر في استراتيجيتها المستمرة لزعزعة استقرار دول الخليج، وبات حزب الله الشيعي اللبناني رأس الحربة في نهج يقوده الحرس الثوري يسعى إلى تقويض السلم الاجتماعي في دول الخليج من دون الحاجة إلى الصدام مع دول غربية تبدي تقاربا ملموسا معها.
وقالت صحيفة العرب اللندنية، إنه بات تهديد الأمن في دول مجلس التعاون مهمة حزب الله، الذي عكف عليها لسنوات، لكن هذه المرة يحشد الحزب دعم أقليات شيعية ومتعاطفين وتنظيمات سنية داعمة للممانعة من أجل توسيع نفوذه داخل دول خليجية أعلنته هذا العام تنظيما إرهابيا.
وترغب طهران في إظهار المزيد من الانصياع لضغوط الولايات المتحدة ودول غربية أخرى حول دورها الداعم لتنظيمات طائفية خليجية، خصوصا في البحرين، وللإيحاء بأنها ملتزمة بإطار الاتفاق حول برنامجها النووي.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا قبل أكثر من خمسة أعوام، تغير خطاب حزب الله كثيرا.
ويقول ماثيو ليفيت، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في دراسة بعنوان (محور حزب الله باتجاه الخليج) إن (الحرب السورية ساهمت في تحول هائل في أجندة الحزب التي كانت تركز على إسرائيل، لكنها صارت اليوم تهتم باختطاف الساحة السياسية اللبنانية من أجل توظيفها للقيام بدور أكبر في استهداف الخليج).
وفي اليمن، حيث تعكف وحدة قوات خاصة تابعة للحزب على تدريب عناصر حركة الحوثي الشيعية لسنوات، قالت تقارير استخباراتية إن عناصر الحزب شاركت في هجمات استهدفت حدود السعودية، التي تدعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في الحرب الدائرة هناك منذ مارس 2015.
وعلى عكس استراتيجيتها في العراق وسوريا، لم ترسل إيران قوات تابعة للحرس الثوري إلى اليمن، وبدلا من ذلك تعتمد على قائد وحدات حزب الله في اليمن خليل حرب، الذي ينفذ عملياته بالتنسيق المباشر مع قيادة الحرس الثوري.
وفي وقت سابق من هذا العام قالت محكمة إماراتية إن خلية تابعة لحزب الله تم كشفها عام 2013 وكانت مكلفة بتسهيل التواصل مع الخلايا الشيعية في الخليج وتوفير غطاء لعمليات غسيل أموال بين أفريقيا من جهة وإيران ولبنان من جهة أخرى. وجاء ذلك مباشرة بعد إعلان الكويت في أغسطس 2015 تفكيك خلية تتكون من 26 كويتيا شيعيا وتعمل مع الحزب لتهديد أمن البلد.
ويقول محللون إن التحول في السياسة الإيرانية في الخليج جاء بعد إعدام السعودية رجل الدين الشيعي المتشدد نمر النمر في يناير الماضي مما تسبب في مواجهة سياسية وإعلامية دفعت إيران ثمنها غاليا، ودفعت المرشد الأعلى علي خامنئي للتوجيه باستخدام آليات مختلفة والذي تحول إلى لهجة تهديدية متصاعدة على لسان أمين عام حزب الله حسن نصرالله.
ويعتمد الحزب كثيرا في محاولاته لاستعادة جزء من شعبيته على خطابه المعادي لإسرائيل.
ومازال الكثيرون، خصوصا الأقليات الشيعية العربية والغالبية في دول شمال أفريقيا، يميلون إلى تصديق الهجوم الذي اعتاد نصرالله توجيهه إلى إسرائيل.
كما يحاول الحزب توظيف أنشطة جماعات سنية تكفيرية تقاتل في صفوف المعارضة في سوريا للترويج لتغلغله العسكري عبر “محاربة الإرهاب”.
ويقول ليفيت إن حزب الله عزز عملياته في الخليج اعتمادا على علاقته مع إيران التي شهدت تحولا كبيرا بعد الغزو الأميركي للعراق.
وكالات