تحاول حديقة حيوان تشستر فى المملكة المتحدة، الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، بفضل برنامج لديها خاص بالأنواع المهددة، حيث شهدت الحديقة، ولادة كنغر شجرى، لتصبح المرة الأولى فى تاريخ حديقة حيوانات تشستر التي يُولد فيها هذا النوع من الحيوانات.
وقال أحد العاملين بالحديقة، إن ولادة الكنغر الشجرى تُعد بمثابة علامة أمل للأنواع المهددة بالانقراض بسبب الصيد وفقدان موطنها الأصلى فى بابوا غينيا الجديدة.
وولادة الكنغر الأخيرة، تُعد واحدة من سلسلة ولادات نادرة رحبت بها حديقة حيوانات تشيستر خلال الأشهر الثمانية الماضية، بما فى ذلك ولادة توأمين من نمور سومطرة، وشمبانزى غربي، وتابير مالاوى، ووحيد قرن أكبر، وثلاثة من جراء الحفرة، وجميع هذه الأنواع مهددة بالانقراض.
برنامج الحديقة يواجه تسارع حالات الانقراض
وفى خضم مواجهة العالم لأزمة التنوع البيولوجى مع تسارع حالات الانقراض بمعدل غير مسبوق، يمكن أن تساعد حدائق الحيوانات فى توفير حماية حاسمة للأنواع المهددة بالانقراض.
وتتمثل المهمة الأساسية بالنسبة لحديقة حيوانات تشيستر فى “منع الانقراض”، وقد طُبعت هذه العبارة على قمصان الموظفين وكتبت على اللافتات عبر جميع أنحاء الموقع.
وشاركت حديقة الحيوانات البريطانية عام 2021 بخطة رئيسية مدتها 10 سنوات توضّح أساليبها لتحقيق ذلك، بما فى ذلك البحث العلمى والتعليم، واستعادة الموائل، إضافة إلى برنامجها الشهير لتربية الأحياء المائية.
ومن جهته، أوضح مارك برايشو، وهو مسئول عن أنواع الثدييات لدى حديقة الحيوان أن “العالم يفقد الأنواع بمعدل هائل”، مضيفًا أنه “من المهم حقًا أن ننقذ الأنواع حيث أمكننا ذلك”، ويوضح برايشو أن برنامج التناسل لديه مجموعة من الأهداف، على سبيل المثال، يتم تناسل بعض الأنواع مؤقتًا فى الأسر لحمايتها من التهديدات الوشيكة أو لمنحها الوقت قبل إعادة إدراجها فى البرية.
وأحيانا، يتمثل الهدف بالحفاظ على الأنواع التى انقرضت بالفعل فى البرية، أو على وشك الانقراض، بينما يتم تربية بعض الأنواع المهددة بالانقراض للمساعدة فى الحفاظ على مجموعة قابلة للحياة يمكن إطلاقها فى البرية إذا ما انتهت جميع التهديدات المحيطة بها فى موائلها الأصلية.
ويُوجد أيضًا لدى حدائق الحيوانات الأخرى برامج خاصة بالتناسل للحفاظ على البيئة، ولكن حديقة حيوانات تشيستر تُعد رائدة على مستوى العالم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مختبر الغدد الصماء للحياة البرية، وهو الوحيد من نوعه فى حديقة حيوانات فى أوروبا.
ومن جهتهم، يرى منتقدى الفكرة، أن تربية الحيوانات من أجل مستقبل فى الأسر يُعد بمثابة أمر قاسي، إذ أن العديد منها لن يتم إعادتها إلى الطبيعة البرية، ويشير أحد الأبحاث أيضًا إلى أن برامج التربية فى الأسر يمكن أن تؤدى فى بعض الأحيان إلى تغييرات جينية يمكن أن تؤثر على قدرة الأنواع على البقاء فى البرية.
ويرجع الفضل فى التناسل الحفظى داخل حدائق الحيوانات إلى إنقاذ بعض الأنواع من الانقراض – أولها المها العربى، الذى تم اصطياده حتى انقرض فى البرية بحلول عام 1972، ولكنه أعيد لاحقًا إلى الصحراء فى سلطنة عُمان، وذلك بفضل برنامج التناسل الذى بدأ فى حديقة حيوانات فينيكس، بولاية أريزونا الأمريكية.
المصدر: وكالات أنباء