شن الجيش الباكستاني عملية عسكرية متوقعة منذ وقت طويل في منطقة وزيرستان الشمالية المضطربة اليوم الأحد بعد أسبوع من هجوم دام لمسلحين متشددين على واحد من أهم مطارات البلاد.
ويتحصن مقاتلو طالبان ومقاتلون أوزبك في وزيرستان الشمالية التي تضم بعضا من أخطر قادة المتشددين وتنظيم القاعدة في باكستان. وأعلن كل من مسلحي طالبان والأوزبك المسؤولية عن الهجوم الجريء على مطار كراتشي الأحد الماضي.
واستمر ذلك الهجوم طوال الليل ودمر بصورة شبه كاملة احتمالات نجاح محادثات السلام مع المتشددين الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بالحكومة الباكستانية وفرض حكم متشدد قائم على الشريعة في البلاد المسلحة نوويا.
وقال الجيش في بيان “كلفت قواتنا المسلحة الشجاعة بالقضاء على هذه العناصر الإرهابية.. بصرف النظر عن الشكل واللون.. إلى جانب (القضاء على) ملاذاتهم.”
ولم يتضح على الفور أين تجرى العملية بالضبط في وزيرستان الشمالية وهي منطقة جبلية يقطنها سكان من عرق البشتون وتحد أفغانستان. ولم يعرف على الفور أيضا نوع المعدات العسكرية المستخدمة.
ولجأ الجيش إلى شن ضربات جوية من حين لآخر ضد مواقع المتشددين ولكنه لم يخض مواجهة على الأرض.
وفي وقت سابق يوم الأحد قصفت طائرات مقاتلة مخابئ للمتشددين في المنطقة مما أدى إلى مقتل 80 متشددا مسلحا على الأقل.
وقال الجيش إن أغلب القتلى سقطوا من الأوزبك في أحدث هجوم جوي.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك خسائر بشرية بين المدنيين. وقيدت حركة الصحفيين في المنطقة التي يقطنها البشتون حيث فرض الجيش حظرا للتجوال.
وقال مصدر في العاصمة الإقليمية ميرانشاه “الطائرات المقاتلة استهدفت مخابئ للمتشددين في قرية داجان بالقرب من الحدود الباكستانية الأفغانية.”
وأضاف “قتل قائد أوزبكي مهم هو عبد الرحمن في الغارة الجوية.” مشيرا إلى أنه كان ضالعا بشكل مباشر في تدبير هجوم مطار كراتشي.
وقالت مصادر عسكرية إن عددا من القتلى ينتمون للمتشددين من عرقية الويغور الذين يعملون جنبا إلى جنب مع الأوزبك ويشتركون معهم في التحدث بشكل من أشكال اللغة التركية.
ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من الرواية الرسمية ولم يصدر على الفور تعليق من طالبان.
وخوفا من وقوع المزيد من أعمال العنف فرت أسر من وزيرستان الشمالية إلى أجزاء أخرى من باكستان مع استحكام أجواء الخوف في المنطقة الجبلية الخارجة عن سيادة القانون.
وبعد هجوم كراتشي الذي قتل فيه 38 شخصا شنت طائرات أمريكية بدون طيار أولى ضرباتها الجوية في باكستان منذ بداية العام واستهدفت مواقع للمتشددين.
ودك الطيران الباكستاني مخابئ للمتشددين وكانت هناك تكهنات متزايدة بأن الجيش يستعد لهجوم جوي وبري ضخم في المنطقة.
كما تخشى القوات الباكستانية من أن يفر المتشددون من المنطقة أيضا. وربما يتوجهون إلى أفغانستان المجاورة مما سيجعل من العسير قتلهم أو أسرهم.
وقال مسؤولون إن حظرا للتجوال فرض في المنطقة وإن الجيش يعمل على إقامة المزيد من نقاط التفتيش لتحسين الوضع الأمني.
المصدر: رويترز