ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن أي حادث، حتى لو كان تافها، يمكن أن يتحول إلى هجوم فلسطيني استراتيجي كبير يستتبعه رد إسرائيلي يدفع الوضع إلى الخروج عن نطاق السيطرة.
وقالت الصحيفة – في تحليل إخباري نشر على موقعها الإلكتروني – ” خبراء في جهاز الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) والجيش الإسرائيلي، وكذلك المحللين في وسائل الإعلام، ما زالوا يتجادلون حول تعريف ما يجري في القدس والضفة الغربية، ما التسمية التي يجب أن نطلقها على هذا العنف ؟ هل هو انتفاضة؟ ليست انتفاضة؟ إرهاب قاعدي؟ انتفاضة الحجارة؟ الحقيقة المحزنة هي أن الاسم لا يهم، ما هو مهم هو الواقع، وليس أقل أهمية – الاعتراف بهذا الواقع”.
وأضافت:”الواقع هو أن الضفة الغربية والقدس مشعلتان، وهما مشتعلتان بالفعل منذ عدة أشهر، تقترب من عام كامل، وأن الفلسطينيين على طريق المواجهة، وهناك بالفعل علامات واضحة على الانتفاضة، لقد بدأت برشق الحجارة – في المتوسط أكثر من 100 حالة في الشهر، ويمكن للحجارة أن تقتل، كما رأينا في مناسبات قليلة في السنة الماضية، بما في ذلك في أحدث واقعة في القدس عشية رأس السنة العبرية، واستمرت بإضافة رشق الزجاجات الحارقة ما بين 10 إلى 15 حادثة في الشهر، ومؤخرا، كان هناك زيادة استخدام الأسلحة النارية والسكاكين، كما هو الحال في قضية مقتل أسرة هانكين وهجوم يوم السبت في القدس القديمة”.
وأردفت:”باختصار، فإن الوضع سريع الاشتعال، وأي حادث، حتى أكثر الحوادث هامشية، يمكن أن يتحول إلى هجوم فلسطيني استراتيجي كبير من شأنه أن يؤدي إلى رد إسرائيلي قد يدفع بالأمور للخروج عن السيطرة، يمكننا أن نتصور فقط السيناريو المرعب الذي يمكن أن يتطور إليه الوضع في حال إذا ما قتل أطفال هنكن الأربعة مع والديهم، أو إذا لم يتمكن نظام القبة الحديدية من اصطياد صاروخ من غزة وانه بالتالي سقط على بلدة بجنوب إسرائيل وتسبب في إصابات عديدة، وهذه هي السيناريوهات التي يمكن أن تؤدي إلى عملية السور الواقي 2 أو عملية الجرف الصامد 2، ناهيك عما يمكن أن يحدث إذا قام المتطرفون اليهود بتنفيذ هجوم إرهابي آخر مثل قتل عائلة الدوابشة في دوما”.
وتابعت:”تواصل الحكومة الإسرائيلية التمسك بالوضع الراهن ما لم يتغير شيء على الأرض وبعض وزراء الحكومة – من بينهم وزير العدل ايليت شاكيد – هاجم الحكومة لعدم قيامها بما فيه الكفاية، وهذا يعني، أنهم يلومون أنفسهم على هذا العجز من دون تحمل المسؤولية، الأمر على الأكثر، أنهم يوفرون حلولا أشبه بتقديم حساء الدجاج لرجل ميت أو تايلينول لمريض السرطان، مثل زيادة عدد نقاط التفتيش أو منع السيارات الفلسطينية من السفر على بعض الطرق، هذه هي الحلول التكتيكية لمن لديهم أفق ضيق.. ليس هناك استعداد للتعامل مع الصورة الأكبر – وهي الواقع الاستراتيجي.”.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مد يده وطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس اللقاء وبدء المفاوضات دون شروط مسبقة، مستطردة، ولكن عباس والقيادة الفلسطينية لا يصدقون نتنياهو، فهم يتذكرون نتنياهو الذي تحدث لصالح حل الدولتين، وفي وقت لاحق، قبل الانتخابات، تراجع عن هذا الكلام مرة أخرى، والآن عاد مرة أخرى إلى نقطة البداية.
وقد سئم الفلسطينيون من هذه الاقتراحات أو على الأقل “اللفتات حسنة النية”، إنهم يريدون أن يعرفوا إلى أين ستؤدي هذه المفاوضات.
وأضافت الصحيفة أن عباس والفلسطينيين ساهموا أيضا في هذا الوضع.. حيث أنهم لم يستفيدوا من تجميد الاستيطان قبل نحو خمس سنوات.. على حد زعمها.. تماما مثل إسرائيل، فهي ليست على استعداد لتقديم تنازلات، ومع ذلك، لا يزال من الخطأ بالنسبة للحكومة الإسرائيلية اتخاذ موقف لا يحل هذا الوضع.
وتابعت الصحيفة أنه من الواضح أن الوضع الراهن يحتضر، بطريقة أو بأخرى، قد تحدث انتفاضة فلسطينية عارمة أو استقالة عباس، أوأن تفكك السلطة الفلسطينية نفسها، أو إعلان إلغاء اتفاقات أوسلو، كما هدد عباس، أو كل هذه الأشياء معا، في نفس الوقت.
المصدر: وكالات