نشرت مجلة “جون افريك” الفرنسية الأسبوعية، تقريرا مطولا، عن خالد العناني المرشح المصري لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ”يونسكو” وعالم مصريات شهير ووزير سابق للسياحة والآثار، استعرضت فيه نشأته وأعماله السابقة ورؤيته الشاملة للمساهمة في تنمية الشعوب.
وقالت المجلة، إن العناني من القاهرة ولد ونشأ بحي الروضة المطل على نهر النيل، مشيرة إلى تأثره الكبير بوالده، حيث قال خالد العناني “والدي هو قدوتي. العمل بالنسبة له قيمة أساسية”.
وأضافت المجلة، أنه عمل كمرشد سياحي، قبل أن يصبح عالم مصريات شهيرا وقالت: “بدأ خالد العناني مسيرته كمرشد سياحي، ضد رغبات والده المهندس الذي كان يود رؤيته يسير على خطاه. فقد اختار للحصول على شهادة في الإرشاد السياحي (القسم الفرنسي) في جامعة حلوان، القاهرة”.
وحصل خالد العناني على درجة الدكتوراة في علوم المصريات- جامعة پول ڤاليرى مونپيلييه 3 الفرنسية. وقد أثمرت جهوده منذ أن أنهى دراسته عام 2002 حيث انضم إلى المعهد الفرنسي الشهير للآثار الشرقية، كباحث مشارك ومتعاون علمي وعالم مصريات كما أنه عضو فخري في الجمعية الفرنسية لعلم المصريات والمعهد الأثري الألماني، وتم تعيينه مديراً عاماً للمتحف القومي للحضارة المصرية (2014)، ثم المتحف المصري في القاهرة (2015-2016).
وأشارت “جون أفريك” إلى أن العناني مدافع عن التراث وقالت إنه: شغل منصب وزير الآثار المصري (مارس 2016 – ديسمبر 2019)، ثم وزير السياحة والآثار (ديسمبر 2019 – أغسطس 2022)، في بلد يضم مليوني عامل في قطاع السياحة الذي يقدم أكثر من 10% من إجمالي الناتج المحلي، كما أشرف العناني على العديد من المشروعات الكبرى، مثل “الموكب الذهبي للفراعنة” في أبريل2021 – موكب لنقل 22 مومياء تعود لملوك وملكات مصر القديمة، من ميدان التحرير إلى المتحف الحضارة الجديد.
كما تولى الإشراف على حفل افتتاح طريق الكباش بالأقصر الذي يبلغ طوله حوالي ثلاثة كيلومترات تربط بين معبدين أسطوريين وهما آمون والكرنك. ونظم خلال الحدثين مواكب مذهلة مستوحاة من مواكب الأعياد القديمة. كما شهدت فترة توليته المسئولية إجراء تعديلات في عامي 2018 و2021 لعدة قوانين خاصة بالآثار والسياحة لضمان مواءمتها مع الواقع المعاصر وتعزيز حماية التراث المصري.
وأوضحت المجلة الفرنسية، أن “الثقافة للجميع”، هي أحد أهم أفكار خالد العناني في فترة توليته الوزارة كما هو الحال عندما كان مديرًا للمتحف، حيث يرى أن الثقافة والمعرفة يجب ألا تبقى محصورة في أيدي النخبة، ولكن تكون شاملة، للمساهمة في التنمية والسلام بين الشعوب.
ولهذا فهو فخور بعودة المواقع الأثرية والمتاحف في متناول المصريين والشباب وكذلك الأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة، لا سيما من خلال تنفيذ سياسة تسعير جذابة بشكل خاص. وهو التزام أكسبه عدة أوسمة: حيث حصل على لقب فارس- وسام الفنون والآداب من فرنسا عام 2015، ووسام استحقاق الجمهورية من بولندا عام 2020، وسام الشمس المشرقة في اليابان عام 2021، كما سيحصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة مونبليه في أكتوبر المقبل.
كما تطرقت المجلة إلى كونه داعما للفرانكفونية، تمامًا مثل مواطنه ومثله الأعلى الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة بطرس بطرس غالي (توفي عام 2016)، وقالت إنه مدافع متحمس عن الفرانكوفونية واللغة الفرنسية التي مارسها منذ صغره خلال تعليمه.
في الواقع، على الرغم من أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر استخدامًا في عالم الأعمال، فإن مصر بلد ذو تقاليد عريقة في التحدث باللغة الفرنسية، حيث تمارس اللغة الفرنسية في المجال الفكري والثقافي الأكاديمي.
وأكدت أنه له خبرة في الإدارة، إلى جانب عمله كمثقف وأكاديمي وعالم مصريات، أثبت خالد العناني أيضًا أنه مدير وشخص عملي من خلال إدارة مواقف الأزمات المختلفة خلال فتراته المتعاقبة كوزير.
خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وجد ما يقرب من مليون مصري العمل في مجال الفنادق أو تقديم الطعام أو السياحة أنفسهم فجأة بدون وظيفة، فلم يتردد العناني في استخدام الاستراتيجيات المبتكرة: تنظيم الفعاليات، تطوير سياحة المؤتمرات، مساهمة القطاع الخاص في التمويل، رعاية وحتى تقديم الخدمات للعملاء في المجال الثقافي أو في المواقع الأثرية.
وأشارت المجلة إلى أن للعناني شبكة علاقات متعددة، بفضل حماسه فقد تمكن من بناء شبكة دولية قوية بين الباحثين والشخصيات من العالم الأكاديمي، وبين السياسيين أيضا، مثل أودري أزولاي المديرة الحالية العام لليونسكو، وزوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية (مؤسسة متخصصة في الأمم المتحدة)، وكذلك في المستشاريات في جميع أنحاء العالم.
وقالت: “كان عمره سبعة أو ثمانية أعوام على الأكثر عندما أشرفت منظمة “يونسكو” التي تأسست عام 1945 على إنقاذ آثار النوبة (خاصة معابد أبوسمبل) في جنوب مصر في الستينيات. وهي لحظة مهمة لعالم المصريات المستقبلي الذي سيركز بعد ثلاثين عامًا تقريبًا، على “آلهة معابد رمسيس الثاني بالنوبة السفلى”. أيضًا عندما طلب منه وزير الخارجية أن يكون مرشح مصر لرئاسة منظمة “اليونسكو” عام 2022 قال خالد العناني: “إن لديه شعور بأن حلم الطفولة هذا يمكن أن يتحقق”.
ومنذ ذلك الحين، متسلحا بكلمات “السلام”، “الوئام”، “الإصغاء”، “الحوار” و حتى “العالمية”، يسافر خالد العناني في عدة دول حول العالم من أجل “بناء برنامج أقرب ما يمكن إلى الناس، قادرا على الاستجابة للقضايا المعاصرة مع احترام التراث العالمي والحفاظ عليه. كل ذلك مع الاعتماد على الخبرة الخاصة والمعرفة بالتحديات التي تواجهها إفريقيا والعالم العربي” على حد قوله.
وحصل العناني بالفعل على دعم الاتحاد الإفريقي ومنظمة الجامعة العربية. وتداولت وسائل الإعلام عدة أسماء أخرى قد تترشح، ولا يوجد حتى الآن أي منافس رسمي آخر في التصويت الذي سينظم في نوفمبر 2025، باستثناء الدبلوماسي الجابوني نويل نيلسون ميسون.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)