كان السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أشبه برجل أعزل دخل عرين الأسد عندما واجه ممثلي وسائل الإعلام، السبت الماضي، في مؤتمر صحفي عقد بزيوريخ، ورغم الخبرة والجرأة التي يتمتع بها، وجد صعوبة في إيجاد الردود المثالية وظهرت عليه العصبية لدى تلقيه بعض الأسئلة عقب فوزه بانتخابات «فيفا» بعد انسحاب الأمير على بن الحسين.
وتعددت أسئلة وسائل الإعلام، التي حضرت بقوة، ما بين «هل أنت خائف من الاعتقال؟» و«لماذا لم تتنح عن الرئاسة؟»، فوقف «بلاتر» البالغ من العمر 79 عاما مكتوف الأيدي وبذل قصارى جهده من أجل تصوير نفسه بأنه الرجل الوحيد القادر على إصلاح المنظمة ووجد مخرجا له بالهجوم على أعداءه في أوروبا.
واهتزت أرجاء «فيفا» بسبب توجيه اتهامات ضد 14 شخصا من بينهم مسؤولون بارزون في «فيفا»، حيث تتهمهم سلطات الولايات المتحدة الأمريكية بتلقي الرشي والكسب غير المشروع، كما تتهمهم سويسرا بالتدخل لمنح روسيا وقطر حقوق تنظيم كؤوس العالم، 2018 و2022، قبل الانتخابات بيومين.
وبعدها بثلاث أيام، فاجأ «بلاتر» العالم بإعلانه لاستقالته من رئاسة «فيفا».
وقال «بلاتر»، عقب إعلانه للاستقالة، «برغم إعادة انتخابي، فإنه لم يكن لدي دعم كل عالم كرة القدم»
فوز «بلاتر» لم يقابل بالترحاب من عالم كرة القدم، بين رافض وداعم على مضض، لم يشعر بمساندة عالم كرة القدم، على عكس ما حدث في 2011 مثلًا، عندما أطاح بمنافسه «المحتمل» محمد بن همام، من داخل امبراطورية «فيفا».
«بلاتر»، المولود في 10 مارس 1939 في فييج بسويسرا، ويحمل إجازة في الاقتصاد من جامعة لوزان، هو «كولونيل» سابق بالجيش السويسري، بدأ حياته المهنية سكرتيرًا لهيئة السياحة في فاليه، بسويسرا.
أما من 1964 إلى 1966، صار أمينًا عامًا للاتحاد السويسري للهوكي على الجليد، قبل أن ينتقل للعمل كمدير إعلامي لجمعية الصحافة الرياضية السويسرية، حتى عام 1968.
ومن 1968 إلى 1975، أصبح مديرًا لدائرة أجهزة قياس التوقيت الرياضي والعلاقات العامة والتسويق في شركة «لونجين» لصناعة الساعات، وشارك في تنظيم الالعاب الاولمبية في ميونيخ عام 1972 وفي مونتريـال عام 1976.
دخول «بلاتر» عالم «فيفا»، كان في عام 1975، كمدير لبرامج التنمية.
وفي 6 سنوات، صار «بلاتر» أمينًا عامًا لدولة «فيفا»، حتى عام 1990، حين أصبح سكرتير عام للمنظمة التي تضاهي في قوتها الأمم المتحدة.
بعدها بثمان سنوات، خلف «بلاتر» البرازيلي جواو هافيلانج، كرئيس لـ«فيفا»، المنصب الذي سيحمله حتى الفترة بين ديسمبر، ومارس، المقبلين، حين تعقد الانتخابات.
لن يخرج «بلاتر» محملًا بالحب والورود، بل ربما يخرج باتهامات فساد قد تطوله، إلا أن السويسري العجوز أبى أن يخرج مهزومًا، فخرج منسحبًا بإرادته.
المصدر: وكالات