اعلنت حكومة جنوب السودان انها ارسلت تعزيزات لاستعادة مدينة بور من المتمردين الذين احتفظوا بالسيطرة على حقول النفط مع امتداد القتال الى ولاية مجاورة مما يزيد المخاوف من انزلاق البلاد الى حرب اهلية.
وقال وزير الخارجية برنابا ماريال بنجامين ان الجيش في بور رصد ريك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير -الذي تتهمه الحكومة ببدء القتال في احدث دولة افريقية- في ميدان القتال لكنه فر بزورق.
ولم يتسن التأكد من رواية الوزير من مصدر مستقل ولم يتسن أيضا الاتصال بمشار للتعليق. وهناك تقارير مختلفة عن مكان اختبائه منذ نشوب القتال.
وامتدت الاشتباكات بين المجموعات المتنافسة من الجنود في العاصمة جوبا قبل اسبوع في انحاء الدولة الفقيرة التي انفصلت عن السودان عام 2011 بدعم من الولايات المتحدة.
واقر الجيش بفقد السيطرة على بور في ولاية جونقلي بشمال البلاد يوم الاربعاء الماضي بعد يوم من اعلان الامم المتحدة ان عمال النفط لجأوا الى قواعدها في ولاية الوحدة المجاورة.
وحثت القوى الدولية والاقليمية الجانبين على وقف القتال خشية تقويض الاستقرار الهش في المنطقة التي تضم بعضا من اكثر الاقتصادات الواعدة في افريقيا مثل كينيا واثيوبيا.
واتهم كير وهو من قبيلة الدنكا مشار المنتمي الى قبيلة النوير والذي كان قد اقاله في يوليو تموز بمحاولة القيام بانقلاب. وبين الرجلين خلافات سياسية طويلة.
ورفض مشار الاتهام لكنه ابلغ هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) منذ ذلك الحين ومصادر اعلامية اخرى انه يقود قواته في القتال ضد الحكومة.
وقال وزير خارجية جنوب السودان ان جنودا حكوميين رصدوا مشار مع مجموعة من المقاتلين في بور لكنه لم يخض في تفاصيل بشأن مكان وزمان هذه الواقعة.
وأضاف “ريك تمكن من الهرب ..استخدم زورقه وعبر النيل الى قريته أدو وذهب الى بنتيو (العاصمة الادارية لولاية الوحدة) ..في الليلة السابقة هاجم مؤسسات حكومية.”
واظهرت لقطات مصورة لتلفزيون رويترز ارسال الحكومة تعزيزات يوم السبت الى بور التي كانت مسرحا لمذبحة عرقية عام 1991 نفذها مقاتلو النوير الموالون لمشار.
واضاف بنجامين “كان على الحكومة ان تؤكد سيادتها وترسل قوات لطرد هؤلاء المتمردين من وسط المدينة ..يجري الآن تطهير المدينة منهم.”
وقال بنجامين ان مشار لا يسيطر على حقول النفط في ولاية الوحدة.
وقال “بالطبع هناك تهديد. لكنه.. لا يحتل حقول النفط. النفط يتدفق. (الانتاج تأثر) لان العمال هناك خائفون مما يحدث. ..يتعين توفير الحماية المناسبة لهذه المنطقة.”
وقال وزير الاعلام ميشيل ماكوي يوم السبت ان جون كوانج وهو قائد فرقة بالجيش في ولاية الوحدة انشق وانضم الى مشار الذي عينه حاكما للولاية.
وقال سفير جنوب السودان في الخرطوم ماين دوت وول ان النفط يتدفق بشكل طبيعي. ويصل انتاج جنوب السودان من النفط الى 245 الف برميل يوميا تزود الحكومة بمعظم ايراداتها المالية وبالعملة الصعبة التي تحتاجها لشراء الطعام والواردات الحيوية الاخرى.
وقالت الامم المتحدة ان نحو 62 الف شخص اضطروا للفرار من منازلهم في خمس من ولايات جنوب السودان العشر. واضافت ان 42 الفا منهم لجأوا الى قواعد الامم المتحدة.
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسبق الشؤون الانسانية في تقرير “جرى الابلاغ عن نهب المقار الانسانية في جونقلي (في اكوبو وبور) والوحدة. وردت انباء عن تعرض العديد من مقار الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في بلدة بور لعملية نهب كامل بما في ذلك سرقة المركبات.”
وقالت بعثة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في جنوب السودان يوم الاحد انها بدأت نقل موظفيها غير الضروريين لاماكن اخرى.
وتعرضت ثلاث طائرات أمريكية لاطلاق النار من قوات مجهولة يوم السبت اثناء مهمة لاجلاء أمريكيين من الصراع. وقال الجيش الامريكي ان أربعة من جنوده اصيبوا في الهجمات.
وقالت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان ان احدى الطائرات الاربع التابعة لها التي ارسلت الى يواي في ولاية جونقلي تعرضت لنيران اسلحة صغيرة يوم الجمعة. ولم يصب أي من أفراد طاقم الطائرة او ركابها.
المصدر: رويترز