انشقت جماعة متشددة تطلق على نفسها اسم جند الخلافة في الجزائر عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وبايعت الدولة الإسلامية التي تقاتل في العراق وسوريا.
ويسلط انشقاق قادة جزائريين أساسيين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الضوء على تزايد المنافسة بين قيادة تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية على زعامة حركة التطرف الإسلامي العابرة للحدود.
وأعلن أمير منطقة الوسط في تنظيم القاعدة خالد أبو سليمان- واسمه الحقيقي قوري عبد المالك – في بيان نشرته مواقع جهادية قيادته للفصيل الإسلامي الجديد وانضم اليه قائد منطقة في شرق الجزائر يتخذها جناح القاعدة في شمال افريقيا مقرا له.
وقال أبو سليمان مخاطبا أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في البيان “إن لكم في مغرب الإسلام رجالا لو أمرتهم لأتمروا ولو ناديتهم للبّوا ولو طلبتهم لخفّوا” مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة الأم وفرعها في المغرب “حادا عن جادة الصواب”.
ويعد فصيل جند الخلافة المنشق في الجزائر هو أحدث فصيل يبايع البغدادي بدلا من زعيم تنظيم القاعدة المسن ايمن الظواهري بعد أن حققت الدولة الاسلامية مكاسب على الأرض في العراق وسوريا وباتت تجتذب المقاتلين الشباب بشكل أكبر.
وانشق البغدادي -الذي أعلن نفسه خليفة المسلمين- عن تنظيم القاعدة عام 2013 بسبب توسعه إلى سوريا حيث قام أتباعه بأعمال ذبح وصلب وعمليات إعدام جماعية.
ويقارن بعض المتشددين بين نجاح تنظيم الدولة الاسلامية في إقامة معقل جهادي يمتد بين غرب العراق وشرق سوريا فضلا عن تواجده القوي على الانترنت وبين فشل تنظيم القاعدة في شن هجوم كبير على الغرب منذ اكثر من عشر سنوات.
ويعد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أحد الفصائل الاسلامية المتشددة في شمال أفريقيا والذي كان مصدرا لتجنيد آلاف الشبان الذين سافروا من ليبا وتونس والمغرب إلى سوريا والعراق.
والجزائر التي ما زالت تتعافى من صراع استمر نحو عشر سنوات مع المتشددين الاسلاميين راح ضحيته أكثر من 200 ألف شخص هي حليف قوي للولايات المتحدة في قتالها ضد التطرف في المنطقة.
غير أن الخبراء يقولون إن هذا الإعلان لن يكون له على الأرجح اثر ميداني كبير في ظل تركيز تنظيم القاعدة على منطقة الساحل لا على الجزائر نفسها. وأصبحت الهجمات الارهابية في الجزائر أكثر ندرة رغم قدرة الارهابيين المتمركزين فيها على ذلك.
وقال المحلل الأمني المحلي أنيس رحماني “سيبذل الفصيل الجديد قصارى جهده لاثارة بعض الصخب لكن سيكون من الصعب عليه تنفيذ أعمال إرهابية كبيرة إذ أن قوات الأمن الجزائرية وجهت ضربات قاضية لمعظم المجموعات المسلحة المتشددة في الجزائر.”
لكن في الوقت نفسه يمكن ان يكون هذا الفصيل نقطة جذب للمجندين الاسلاميين الجدد في المغرب الذين يسعون للقتال في سوريا والعراق حيث تسيطر قوات البغدادي على أراض واسعة.
والفصيل الذي أطلق على نفسه إسم “جند الخلافة في أرض الجزائر” هو الثاني الذي ينشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بعد انشقاق جماعة “الموقعون بالدم” بزعامة مختار بلمختار التي يقول مراقبون إنها تتمركز حاليا على الأرجح في جنوب ليبيا.
وبلمختار هو جهادي جزائري مخضرم وأحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وقد اتهم بقيادة الهجوم على منشأة إن أميناس للغاز في أوائل عام 2013 والذي قتل فيه 40 من العاملين في قطاع النفط معظمهم من الأجانب بعد حصار دام أربعة أيام.
المصدر: رويترز