استحوذت الجلسة الإجرائية التي عقدها مجلس النواب المصري اليوم الأحد في بداية الفصل التشريعي الأول لبرلمان ثورة 30يونيو على اهتمام وسائل الإعلام والشعب المصري باعتبارها جلسة تاريخية تأتي مكملة لمشوار طويل في الحياة النيابية المصرية.
وظهر أول مجلس برلماني منتخب في مصر في عام 1866 في عهد الخديوي إسماعيل وهو مجلس شورى النواب الذي يعد البداية الحقيقية للحياة النيابية في مصر، وتطورت هذه الحياة على مدى التاريخ تحت مسميات مختلفة تدرجت من مجلس شورى القوانين، والجمعية التشريعية، ثم مجلس الشيوخ في ظل دستور 1923 ثم مجلس الشورى المصري، ومجلس شورى النواب ومجلس النواب المصري ومجلس شورى القوانين والجمعية التشريعية.
وعقب ثورة 23 يوليو مرت السلطة التشريعية بمراحل متعددة حيث لم يكن هناك مجلس تشريعي حتى صدور دستور1956 الذي استحدث نظام المجلس النيابي الواحد تحت مسمى مجلس الأمة، وفي عام 1976 شهدت مصر تحولا سياسيا هاما بإعلان نظام المنابر، وتم إنشاء مجلس شورى ليكون الغرفة التشريعية الثانية مع مجلس الشعب.
وبعد ثورة 25 يناير 2011 أجريت انتخابات لمجلس الشعب على مدى 3 مراحل، ويعد مجلس النواب المنعقد حاليا هو الـ15 في تاريخ الحياة النيابية بعد ثورة 23 يوليو وتاريخ هذا الصرح البرلماني الذي شهد اعتلاء قادة بارزين لمنصته وأبرزهم الزعيم سعد زغلول الذي تولى رئاسة المجلس في عهد الملك فؤاد الأول من عام1924 إلى 1927 وتكمن أهمية هذا البرلمان أنه جاء بعد إجراء انتخابات نيابية واقتراع مباشر حر شارك فيه المصريون، وشهدت فترتي سعد زغلول للمجلس إصدار العديد من القوانين المنظمة للحياتين السياسية والاجتماعية في مصر.
وتولى أحمد ماهر رئاسة المجلس لفترة واحدة في عهد الوصايا من 1936 إلى 1938 وهي فترة من أهم الفترات من تاريخ مصر الحديث إذ شهدت وضع دستور 36 الذي ترتب عليه تغيير جذري في الحياة السياسية والاقتصادية للمصريين في وقت كانت فيه البلاد تموج بتحديات عديدة داخليا وخارجيا وكانت تلك الفترة هي الإرهاص الحقيقي للحرب العالمية الثانية.
ومن أبرز الشخصيات التي تولت رئاسة المجلس كان أنور السادات الذي تولى رئاسة مجلس الأمة لفترتين1960 و1961، ومن 1964 إلى 1968 وفي تلك الفترة كانت التحديات الخطيرة في العلاقات المصرية الإسرائيلية وكان المجلس منوطا به إصدار قرارات إعادة تسليح الجيش وتوفير الاحتياطات التموينية وتنظيم صفوف القوات على جبهة القناة.
ويعد سيد مرعي الذي تولى رئاسة المجلس على مدى 4 أعوام في فترة شديدة الأهمية بعد حرب أكتوبر من عام1974 إلى 1978 وفيها أقر المجلس عددا من النصوص التشريعية التي غيرت توجه الدولة من الاشتراكية الموجهة إلى الرأسمالية الانفتاحية.
ويحمل أحمد فتحي سرور لقب صاحب أطول فترة زمنية في مجلس الشعب على الإطلاق حيث امتدت لأكثر من20 عاما وانتهت بحل برلمان 2012عقب ثورة 25 يناير.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط