مع انتشار موضة قطع الرؤوس التي دشنها “دواعش” سوريا والعراق في العام الماضي، دبت الشجاعة في مهندس كمبيوتر روسي، عمره 30 ومصاب بداء لا أمل منه إلا بمعجزة إلهية، فأعلن أنه سيسلم رقبته العام المقبل إلى سكين جراح إيطالي، ليقطع بها رأسه ويقوم بزرعه في جسد آخر، ينتظرون أن يتبرع به صاحبه قبل موته، في عملية “تبادل” بين البشر هي الأولى في التاريخ، وقد تستغرق36 ساعة.
مهندس الكمبيوترات فاليري سبيريدونوف، يثق بالجراح الإيطالي، سيرجيو كانافيرو، بحسب ما أعلن لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، ولوسائل إعلام أخرى طالعت فيها “العربية.نت” المزيد عن سبيريدونوف المقيم في مدينة اسمها “فلاديمير” وبعيدة 120 كيلومترا عن موسكو، كما وعن الجراح الذي يعتقد أن العملية التي ستكلف 10 ملايين دولار، ستحتاج إلى 100 طبيب ومختص بكافة مراحل الجراحات، آملا أن تنجح خطته، لنرى بعدها إنسانا “مصنوعا” من جسدين.
قرار فاليري بأن يقطع الجراح رأسه “نهائي ولا أنوي تغييره، لأني أريد فرصة الإحساس بجسد جديد قبل أن أموت”، طبقاً لما قال، في إشارة إلى موته المرتقب من مرض نادر وعضال يسمونهWerdnig-Hoffman ويعل بالعضلات ويصيبها بضمور قاتل عندما يطال أعضاء رئيسية في الجسم، كالقلب والكبد والرئتين، مع ذلك اعترف بأنه خائف من عملية وصفها بأنها “مثيرة جدا للاهتمام، ولا أملك فرصة سواها”، كما قال.
أما الدكتور كانافيرو، الذي لم يلتق بسبيريدونوف ولم يراجع سجلاته الطبية، بل تحدث إليه عبر الإنترنت فقط، فأبلغ محطة “سي أن أن” التلفزيونية أنه تسلم رسائل بالبريد الإلكتروني، كما وبريدية، من آخرين استفسروا أيضا عن الجراحة، لكنه شدد على أن الأولوية “ستكون لمرضى الضمور العضلي”، مضيفاً أن “كل التقنيات الضرورية لزرع رأس على جسد متبرع موجودة”، وفق زعمه.
وإذا أجرى العملية ونجحت، فإنها ستكون الأولى بين البشر، لكنها بين الكائنات واحدة من عمليات جراحية كثيرة جرت في الماضي،عن جراحات زرع الرؤوس في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، وأولها أجراها في 1908 العالم النفساني الأميركي تشارلز كلود غوثري، وبها زرع في عنق كلب رأسا آخر، ونجح بجعله كلباً برأسين.
إلا أن أول عملية زرع كاملة، كانت لرأس كلب في آخر بلا رأس، وأجراها بأوائل الخمسينيات الجراح السوفيتي فلاديمير ديميخوف، وتلاها في 1954 بعملية ثانية، وبعدها في 1959 نجحت الصين بعمليتي زرع رأسين في جسدي كلبين آخرين، ثم قام جراح الأعصاب الأميركي روبرت وايت، بقيادة فريق من الجراحين تمكنوا من زرع رأس قرد في جسد قرد آخر. ومع أنه مات بعد 9 أيام، إلا أن تلك العملية كانت الأولى لحيوان هو الأكثر شبها بالبشر، وهي التي شجعت الجراح الإيطالي على ما ينويه العام المقبل.
وسريعا أطل المنتقدون للعملية برؤوسهم من خنادق “تويتر” ونظيره “فيسبوك” قائلين إن خطة كانافيرو “مجرد خيال” وقارنوه بالمرعب “فرانكنشتاين” في أفلام هوليوود المستمدة من رواية ألفتها البريطانية ماري شيلي قبل أكثر من 197 سنة، وكانت عن طالب سمته فيكتور واكتشف في جامعة ألمانية كان يدرس فيها طريقة مكنته “من بعث الحياة” بأعضاء جمعها من أجساد عدة، ثم جعل منها جسدا واحدا حيا.
لهذا السبب ربما، وصف مسؤول “الأخلاقيات الطبية” آرثر كابلان في “مركز لانغون الطبي” التابع لجامعة نيويورك، الجراح كانافيرو بمختل. ومثله ذكر رئيس الجمعية الأميركية لجراحي الأعصاب، الدكتور هانت باتجر، لمحطة “سي أن أن” أيضا، أنه لا يتمنى زرع رأس أي كان في جسد أي كان “ولا أسمح لأحد بإجراء العملية لي، لأن هناك أشياء كثيرة أفظع من الموت”، لكنه لم يشرح معنى ما قاله.
المصدر: وكالات