ناقشت عدد من الصحف العربية اليوم الضربات الجوية التي شنها الطيران الحربي الروسي على بعض الأهداف في سوريا.
وشن بعض الصحف وكتاب المقالات هجوماً واسعاً على الغارات الروسية، مشيرين إلى أنها تستهدف الدفاع عن الأسد، ومصالح موسكو في المنطقة.
وحملت “الدستور” الأردنية و”الوطن” القطرية و”الأنوار” اللبنانية عناوين مشابهة تقريباً تقول: “الروس قصفوا مقاتلي المعارضة وليس داعش”.
كما يشير على نون في “الدستور” الأردنية إلى أن الطيران الحربي الروسي قد استهدف “مواقع لا علاقة لداعش بها”، مشدداً أن “القيصر الروسي” قد أدخل “النكبة السورية في طورٍ دمويٍ جديد”.
ويقول سفيان الشوا في مقال بعنوان (روسيا تحتل سوريا العربية بطلب من بشار الأسد)، في الجريدة ذاتها إن الرئيس السوري “يبيع سوريا بعد أن دمرها”. ويضيف أن موسكو “بكل تأكيد لا تدافع عن الأسد، وإنما تحارب دفاعاً عن مصالحها العسكرية والاقتصادية في الشرق الأوسط”.
وتؤكد ربى كبّارة في “المستقبل” اللبنانية على أن الهدف الحقيقي للغارات الروسية هو “الحؤول دون انهيار النظام والحفاظ على مصالحها وتكريس عودتها إلى احتلال موقع القطب المواجه للولايات المتحدة، كما كانت في عهد الثنائية القطبية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي”.
وكتب علي حماده في مقالٍ بعنوان: (عدوان روسي)، في “النهار” اللبنانية يقول: “من الواضح أن التدخل الروسي يأتي في محاولة روسية لملء الفراغ الذي خلفته سياسة الإدارة الأمريكية الحالية وقلب المعادلة لمصلحة ‘الحلف الرباعي’ الذي يضم إلى جانب روسيا كلا من إيران والعراق ونظام بشار في سوريا”.
ويضيف حمادة: “أن التدخل المباشر في سوريا تحت شعارات ‘الحرب المقدسة’ سيطيل عمر الصراع في سوريا من دون أن يقضي على ‘داعش’، الذريعة التي يقدمها الرئيس بوتين”.
ويقول أحمد الفراج في “الجزيرة” السعودية إن التدخل الروسي في سوريا يرمي إلى “تحقيق أمرين: أن لا تخسر روسيا موطئ قدمها في سوريا، وأن ترد الدين لأمريكا، التي أخرجت الاتحاد السوفييتي صاغراً من أفغانستان”.
وتصف “الشرق” القطرية التحركات الروسية تحت عنوان: (مناورة روسية لإنقاذ الأسد)، بأنها “مراوغة مكشوفة واستهلاك للوقت … للدفاع عن الأسد المحاصر في دمشق، ومحاولة لاسترداد بعض ما حققته المعارضة من انتصارات”، واصفةً الأحوال في سوريا بأنها “تخطت معايير الكارثة الإنسانية لتكون أكبر مأساة تشهدها المنطقة العربية بعد نكبة فلسطين”.
فيما دافعت الصحف السورية عن الغارات، مشددةً على أنها ترمى إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة والعالم.
صحف سورية ترى أن الغارات الروسية تعيد الاستقرار والأمن إلى المنطقة
وتقول صحيفة “الوطن” في عنوانها الرئيسي: (روسيا جواً وسوريا براً .. المعادلة الرابحة).
وتقول جريدة “البعث” “إرسال القوات الجوية الروسية إلى سوريا تم بطلب من الدولة السورية عبر رسالة أرسلها الرئيس الأسد للرئيس بوتين”.
وفي صحيفة “الثورة”، يقول أحمد حمادة إن الضربات الجوية الروسية تهدف “للوصول إلى نتيجة تعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة والعالم بصرف النظر عن التناقضات الإقليمية في المنطقة”.
كما أبرزت افتتاحية الجريدة ذاتها تصريحاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول فيه إن موسكو ستدعم “الجيش السوري فقط في كفاحه الشرعي ضد التنظيمات الإرهابية تحديداً”، واصفاً مثل هذه الخطوات بـ”الطريق الصحيح الوحيد لمكافحة الإرهاب الدولي في سوريا”.
ويقول بسام أبو عبدالله في “الوطن” إن “الحرب على الإرهاب تدخل مرحلة جديدة بقيادة روسية سورية إيرانية عراقية مع حزب الله لتقلب الطاولة على مدعي محاربة الإرهاب الذين يريدون للإرهاب أن يخدم مصالحهم لتغيير الأنظمة، والإتيان بأنظمة سياسية موالية للمشروع الأمريكي-الغربي”.
ويشدد تحسين الحلبي في الجريدة ذاتها على أن “التطورات التي فرضتها موسكو على ساحة العمل الميداني في الحرب على المجموعات الإرهابية داخل سوريا وقرب حدودها بدأت تفرز نتائج إيجابية بالغة الأهمية محلياً وإقليمياً ودولياً”.
وشدد فهد الفانك في “الدستور” الأردنية على أن الوجود الروسي في سوريا “لا يؤدي لمد أجل الصراع كما تدّعي بعض الأبواق، فالعكس هو الصحيح، ذلك أن سياسة حفظ التوازن بين الجيش السوري والمنظمات الإرهابية التي مارستها أمريكا وحلفاؤها هي التي كانت تمدد أجل الصراع لاستكمال تدمير سوريا”.
ويضيف الفانك “روسيا ليست دولة استعمارية ولها تاريخ طويل في دعم القضايا العربية”.
وتشير “السفير” اللبنانية في افتتاحيتها إلى أن “العاصفة الروسية فتحت معادلات جديدة إقليمياً ودولياً، وضعتها موسكو مراراً في إطار دعم مؤسسات الدولة السورية والجيش السوري ومكافحة الارهاب المتمدد في المنطقة في ظل فشل ‘التحالف’ الذي أعلنته الولايات المتحدة قبل عام، والذي لم يساهم في دحر التنظيمات التكفيرية في المنطقة برمّتها، بل في تناميها”.
المصدر: وكالات