أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نية إسرائيل تكريس وجودها العسكري في منطقة جبل الشيخ السورية، في خطوة أثارت تساؤلات بشأن الأهداف الإسرائيلية من هذا التحرك .
حيث يشير هذا التوجه إلى أبعاد عسكرية، سياسية، واقتصادية تجعل من المنطقة محط أنظار تل أبيب منذ عقود.
وجبل الشيخ هو أشهر جبال بلاد الشام ويشكل جزءًا مهمًا من سلسلة جبل لبنان الشرقية .. يقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل ويمكن رؤيته من الأردن .. يُمثل أعلى نقطة في سوريا ويُعتبر الخاصرة الدفاعية الجنوبية لها .
ويمتد جبل الشيخ من بانياس السورية وسهل الحولة في الجنوب الغربي إلى وادي القرن في الشمال الشرقي .. يُحده من الشرق والجنوب منطقة وادي العجم وإقليم البلان وقرى الريف الغربي لدمشق والجولان المحتل، ومن الشمال والغرب القسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان
ويُعد جبل الشيخ ذا أهمية كبيرة لإسرائيل لعدة أسباب استراتيجية:
القيمة الدينية : ذكر جبل الشيخ في النصوص الدينية اليهودية أكثر من 70 مرة، مما يمنحه أهمية عقدية لدى المتطرفين اليهود.
الأهمية العسكرية : بارتفاعه الذي يصل إلى 2814 مترًا عن سطح البحر، يُعتبر الجبل نقطة مراقبة استراتيجية تتيح لإسرائيل الإشراف على سوريا، الأردن، فلسطين، ولبنان.
الأهمية الاقتصادية: جبل الشيخ مصدر أساسي للمياه، حيث ينبع منه أنهار رئيسية مثل نهر الوزاني ونهر جرجرة، مما يوفر حوالي 1.5 مليار متر مكعب من المياه سنويًا.
تاريخيًا ، أنشأت إسرائيل نظام استطلاع متكامل في الجبل منذ احتلاله عام 1967، واستمر استخدامه لمهام الرصد والمراقبة.
تلويح إسرائيل بالبقاء لفترة طويلة في جبل الشيخ يشير إلى استراتيجية تهدف إلى تعزيز السيطرة على موارد المنطقة ومواقعها الاستراتيجية، مع استغلال الفراغ السياسي والعسكري في سوريا.
ويبقى التحدي الأبرز هو قدرة الأطراف الإقليمية والدولية على مواجهة هذا التوجه وضمان عدم فرض واقع دائم يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية.