جمعهم الإبداع والفن الأصيل الخالد، الثلاثي العملاق في الشعر و الموسيقي صلاح جاهين و سيد مكاوي و عبد الرحمن الأبنودي ، شاء القدر أن يرحل الثلاثي في يوم واحد مع اختلاف السنوات، رحل الشاعر صلاح جاهين يوم 21 ابريل 1986 ، ورحل الموسيقار سيد مكاوي في نفس اليوم عام 1997 ، ورحل الشاعر عبد الرحمن الأبنودي في نفس اليوم عام 2015 .
الشاعر صلاح جاهين أيقونة الشعر العامية و عاشق مصر ، أغانيه الوطنية مازالت تسكن في وجدان الملايين من بين روائع عبد الحليم ” صورة و بالأحضان و علي راس بستان الاشتراكية و يا أهلا بالمعارك ” ، وروائعه للسيندريلا الراحلة سعاد حسني ” بمبي و الدنيا ربيع و ياواد ياتقيل و صباح الخير يامولاتي و أحسن جيوش في الأمم جيوشنا ، و لاننسي رائعة بانوا بانوا ” ، و تبقى رائعة الليلة الكبيرة أبرز اعماله .
شارك الشاعر الراحل في بطولة عدد قليل من الأفلام منها ( لاوقت للحب و المماليك و اللص و الكلاب ) ، صلاح جاهين انتابته حالة من الحزن الشديد عقب هزيمة يونيو 1967 و لكي يخرج من هذه الحالة قام بكتابة فيلم ( خللي بالك من زوزو ) الذي حقق نجاحًا أسطوري ، وقدم مجموعة من الأغاني المرحة حتى رحيلة 1986 .
سيد مكاوي موسيقار مصري أصيل ، هو المسحراتي الذي ارتبط به الملايين ، ابداعاته كانت غزيرة لحن لكوكب الشرق عام 1972 رائعة يامسهرني تأليف أحمد رامي ، و لحن للمطربة الراحلة وردة مجموعة من الأغنيات منها ( قال إيه بيسألوني و قلبي سعيد و ياما ليالي و أوقاتي بتحلو معاك ) ، و لحن لكروان الشرق الراحلة فايزة أحمد مش كتير علي قلبي و لحن لنجاة تعرف كتير ، و تفوق علي نفسه في تلحين و غناء أوبريت الليلة الكبيرة .
أبدع بصوته مجموعة من الأغنيات الوطنية و العاطفية لعل من أشهرها الأرض بتتكلم عربي و مصر دايما و كان قلبي معاك الذي قام بغنائها للرئيس السادات ، وريح قلبي معاك و عطار وعندك شك في ايه و كدة أجمل الكلام .
ارتبط الملايين بصوت سيد مكاوي في شهر رمضان من خلال دعاء المسحراتي من أشعار فؤاد حداد ، و اصحي يانايم و واحة الرزاق و الرجل دب مطرح ماتحب و انا صنعتي مسحراتي في البلد جوال .
عبد الرحمن الأبنودي شاعر عاشق لتراب مصر ، مرت ذكراه الأولى ، شاعر عظيم عبر بصدق عن مشاعر الملايين ، عرفه الناس من منتصف ستينيات القرن الماضي ، حينما كتب أغنيات عدوية و تحت الشجر ياوهيبة للراحل محمد رشدي ليحدث مايشبه الثورة في الأغاني الشعبية ، مما دعا العندليب الراحل عبد الحليم حافظ للاستعانة به و تحول حليم بفضل الأبنودي لمطرب شعبي و غنى من تأليفه التوبة و بعد ذلك روائع الهوي هوايا و أحضان الحبايب ، ناهيك عن روائع الأغاني الوطنية في مقدمتها ، عدي النهار و المغربية جاية اللي غناها العندليب بعد أيام من نكسة 1967 ليدغدغ مشاعر الملايين و الروائع الأخرى أحلف بسماها و بترابها و أخيرًا صباح الخير ياسينا .
ومن تأليفه غنت وردة قبل النهار الذي كتب كلماتها خصيصًا لشريكة عمره نهال كمال ، يبقي عبد الرحمن الأبنودي حالة فريدة في تاريخ الشعر العربي ، عبر عن ( طين ) هذا البلد بصدق و إحساس و كان شاهدًا على عصور الانكسار و الانتصار و تبقى ذكراه في قلب كل مصري
وكالات