ذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية أن حالة الفوضى والجمود المتزايدة في سوريا دفعت البلاد إلى الاقتراب أكثر من التقسيم الفعلي حيث يتراجع جيش الرئيس السوري بشار الأسد المثقل بالمهام والمنهك في مواجهة حرب استنزاف أصابت قوته البشرية.
وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني – إن جيش النظام سعى للاحتفاظ بموطىء قدم في الأنحاء المترامية من البلاد، من دير الزور في الصحراء الشرقية لسوريا وحتى حلب شمالا ودرعا جنوبا، في محاولة لتشديد قبضته على مؤسسات الدولة وحماية ضباطه بالتراجع في مواجهة الهجمات الساحقة وإخضاع الأراضي التي فقدها لحملات جوية عشوائية لا هوادة فيها.
وأضافت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن الجيش السوري كان يتعين عليه في مواجهة نقص القوى البشرية مع فرار عشرات الآلاف من الشباب، الاعتماد بشكل كبير على الميليشيات المحلية كجهة لإنفاذ القانون لصالح النظام، وأشارت إلى أن الجيش يتنازل عن الأراضي للمقاتلين الثوار وتنظيم “داعش” الإرهابي بغية استجماع قوته في معاقله بغرب البلاد مما يمهد الطريق ببطء للتقسيم.
ولفتت إلى أن الأسلمة الجازمة لبعض أقوى الجماعات المتمردة أكدت أن ايجاد حل عسكري للنزاع المستمر من أربعة أعوام والذي أجهز على أرواح نحو ربع مليون شخص، مستحيل في ساحة معركة تتزايد صعوباتها وتعقيداتها.
ونوهت الصحيفة إلى أن الرئيس السوري تنازل – في تقييم صريح غير مألوف أواخر الشهر الماضي – عن السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد من خلال الاعتراف بأن قوات النظام مثقلة بالمهام ولا تستطيع التواجد في كافة مناطق البلاد غير أنه تعهد بمواصلة الحرب.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن النظام السوري خسر مساحة أرض كبيرة في الآونة الأخيرة، تشمل تقريبا كل محافظة إدلب في الشمال ومدينة تدمر التاريخية، فإنه يسيطر على قواعد عسكرية إستراتيجية من بينها المطار في دير الزور وقاعدة تي 4 في شرق حمص وقاعدة أخرى في الجنوب، قرب درعا.
المصدر: أ ش أ