يعتبر المتحمسون للحوم الاصطناعية أن مستقبلا واعداً ينتظرها في توفير بديل للحوم التقليدية، ولتصبح في متناول الجميع، خاصة وأنها تساعد في الحفاظ على البيئة من خلال تقليل الاعتماد على اللحوم وتوفير المياه. وقد باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من بلوغ رفوف المتاجر في أمريكا.
في سابقة من نوعها، وافق المشرّعون الأمريكيون، على بيع لحم دحاج مصنّع مخبرياً من خلايا حيوانية، مما يسمح لشركتين في كاليفورنيا بتقديم اللحوم “المزروعة” إلى طاولات المطاعم في البلاد، وقريباً إلى رفوف المحلاّت.
وأعطت وزارة الزراعة الضوء الأخضر لشركتي “أبسايد فود” (Upside Foods) و “غود ميت”(Good Meat)، اللتين تتنافسان في التطوير والبحث العلمي لتكونا من أولى الشركات التي تبيع لحوماً بديلة، وذلك بعد أن منحت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) تصريحاً لسلامة اللحوم المزروعة في المختبر لأول مرة، بعد أشهر من اختبار المنتجات.
وتتضمن عملية الحصول على موافقة تقييماً شاملاً وقائماً على الأدلة التي تضمن سلامتها وقيمتها الغذائية.
هذه الخطوة التي ستغير من مستقبل اللحم وطعمه، تهدف إلى الحفاظ على البيئة الحيوانية من خلال تقليل الاعتماد على اللحوم، كما أن تخفيض الاعتماد على المزارع الحيوانية يقلل نسبة التلوث الذي تحدثه مصانع المزارع. بالإضافة إلى أن عمليات تغذية الحيوانات تؤدي إلى تلويث المياه من النترات الناتجة عن مخلفات الحيوانات، إذ تعد اللحوم التقليدية والزراعة من أكبر المصادر التي تتسبب في انبعاثات عالية للغازات الدفيئة.
وتؤكد دراسة أن اللحوم المخبرية، التي يُطلِق عليها مؤيدوها اسم “اللحوم النظيفة”، تنتج انبعاثات من الغازات الدفيئة أقل من اللحوم التقليدية بنسبة بين 78 و96%، وتتطلب مساحات ترابية وماء أقل.
يُصنَع اللحم المخبري من خلال أخذ خزعة من الحيوان المراد تصنيع اللحم منه، وبعدها تؤخذ الخلايا الجذعية من العينة وتوضع في مفاعل حيوي خاص، حيث تُغذى بالغلوكوز والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، ويسمح هذا المزيج من الخلايا والعناصر الغذائية في ظروف خاصة بتطوير الخلايا الجذعية إلى خلايا عضلية ناضجة، تصير في ما بعد اللحم المستزرع.
وينظر المستهلكون إلى النوع الجديد من اللحوم بترقب وشك، إذ تتنوع المخاوف ما بين طعم اللحم وتأثيره في السلامة والصحة البشرية، وعلى الرغم من المميزات الكثيرة التي تذكرها هذه الشركات عن اللحم المُصنع مخبرياً، فإن تكلفة وجهد إنتاجه حتى الآن عالية ولا تقترب من اللحم التقليدي.
المصدر: وكالات