كشف المتحف البريطاني النقاب عما يشبه “طبلة حجرية منحوتة” عمرها 5 آلاف عام، وتعد واحدة من أهم القطع التي اكتشفت في المملكة المتحدة من عصور ما قبل التاريخ.
وبعد 6 سنوات من اكتشافها، من المقرر عرض الأسطوانة المنحوتة من الطباشير لأول مرة في معرض كبير حول موقع ستونهنج، وهو أثر صخري يرجع إلى العصر الحجري الحديث (3000 ق.م. –1000 ق.م)، وأدرجته اليونسكو في قائمة التراث الثقافي العالمي عام 1986.
وعثر على الأسطوانة في مزرعة ريفية قرب قرية بيرتون أجنيس في شرق يوركشاير بإنجلترا، عام 2015، عندما شرع أصحاب المزرعة في إجراء أعمال حفر روتينية من أجل تشييد مبنى.
وخلال الحفر، عثر على موقع دفن قديم وبداخله رفات 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و 12 عاما، بقيت عظامهم متشابكة لآلاف السنين، لذا عرف المدفن بموقع “الاحتضان”.
ووضعت الأسطوانة فوق رأس الطفل الأكبر مباشرة، مصحوبة بكرة طباشير ودبوس عظمي مصقول، فيما عُثر على كرة ودبابيس مماثلة في ستونهنج وبالقرب منها.
ورغم تسمية الأسطوانة بالطبلة، فإن علماء الآثار لا يعتقدون أنها كانت تستخدم كأداة موسيقية، إذ كانت على الأرجح مجرد قطعة من فن النحت، أو تعويذة، أو ربما كانت لعبة للأطفال.
ووفقا لصحيفة أمريكية، يعتبر هذا القبر اكتشافا نادرا لأن سكان بريطانيا من العصر الحجري الحديث كان يحرقون جثث موتاهم، أو كانوا يتركونها لتأكلها الطيور.
وقال المتحف البريطاني إن الأسطوانة مهمة للغاية لأنها “واحدة من أكثر القطع الأثرية المزخرفة بشكل متقن من هذه الفترة التاريخية، التي عُثر عليها في أي مكان في بريطانيا وأيرلندا”.
كما يلفت علماء الأثار إلى أن هذه الأسطوانة تشبه من الناحية الفنية قطعا أثرية أخرى موجودة في مواقع العصر الحجري الحديث في اسكتلندا وأيرلندا، مما يشير إلى أن مجتمعات ما قبل التاريخ كانت على اتصال مع بعضها البعض رغم المسافات الجغرافية الكبيرة.
المصدر: وكالات