قررت السلطات الإيرانية إغلاق المدارس في العاصمة طهران ومناطق أخرى بالبلاد كما نصحت الصغار وكبار السن بالبقاء في منازلهم بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء.
كما أمرت السلطات بإغلاق المناجم ومصانع الأسمنت في محافظة طهران، التي يسكنها 14 مليون نسمة، وشددت القيود على حركة المرور في وسط العاصمة.
يأتي هذا بعد أن غطى الضباب الثقيل العاصمة بالكامل على مدار الأيام الماضية، وخرج المواطنون إلى الشوارع يرتدون أقنعة وكمامات.
وغالبا ما تسجل مستويات تلوث الهواء في طهران ارتفاعا في فصل الشتاء، لكنها ارتفعت، يوم السبت، بشكل غير مسبوق أعلى ثماني مرات من المعدل الذي توصي به منظمة الصحة العالمي.
وترفع طهران عن سطح البحر بين 1400 و1800 متر، وتشهد ظاهرة تسمى “الإنعكاس الحرارى”، حيث يمنع الهواء البارد الهواء الساخن والملوث من التبدد، وأدى انعدام الأمطار هذه السنة منذ بداية الخريف إلى ازدياد حده التلوث.
وقال شخص في الستينات من العمر يدعى حسين، لوكالة الأنباء الفرنسية “يتم تصنيع مئات الآلاف من السيارات كل عام، إنهم يبنون في الجبال ويدمرون الغابات”.
وطالب حسين الذي لم يكشف عن لقبه “لا نريد المزيد من النفط، نريد فقط الهواء النظيف من أجل مستقبل أبناءنا”.
وبلغ تلوث الهواء مستويات مرتفعة جدا منذ بضعة أيام، وارتفعت نسبة تركيز الجسيمات (بى.ام 5.2)، السبت، إلى 169 ميكروغراما بالمتر المكعب الواحد فى بعض الأحياء، فيما توصى منظمة الصحة العالمية بنسبة يبلغ متوسطها أقل من 25 ميكروغراما على امتداد 24 ساعة.
وبلغت نسبة تركيز الجسيمات (PM2.5) 185 ميكروغراما فى المتر المكعب الواحد فى الوسط، كما ذكرت السلطات البلدية.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، أن التلوث فى طهران، الدائمة الازدحام تقريبا، ناجم بنسبة 80 في المائة عن غازات العوادم لحوالى خمسة ملايين سيارة، وثلاثة ملايين ونصف دراجة نارية.
ومن المتوقع أن تنتج إيران 1.5 مليون سيارة بحلول نهاية السنة الفارسية مارس المقبل، بحسب بيانات رسمية، ذكرت أيضا أن هناك 20 مليون سيارة على الطرقات في البلاد.
وقال عمدة طهران محمد علي نجفي، في أكتوبر الماضي، إنه يريد تطوير وسائل مواصلات عامة والمساعدة في التخفيف من حركة المرور في العاصمة.
وفى تبريز وأوروميه، شمال غربي إيران، أقفلت المدارس الأحد، لليوم الثانى على التوالى، كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، وفى مدن صناعية أخرى، وخصوصا أصفهان (وسط)، ومشهد (شمال شرق)، واراك (وسط)، بلغ التلوث مستويات مرتفعة جدا، لكن المدارس لم تقفل.
المصدر: وكالات