أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن إسرائيل لم تلتزم بقرار محكمة العدل الدولية طوال فترة الشهرين التاليين لإصداره، واستمرت في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة على نحو متواصل منذ السابع من أكتوبر الأول الماضي.
جاء ذلك في تقرير جديد أصدره الأورومتوسطي اليوم الاثنين بعنوان “شهران على قرار محكمة العدل الدولية حول غزة: إمعان في الإبادة الجماعية وغياب للمساءلة”.
وقدم المركز في التقرير ما وثقه من أدلة ومشاهدات حول مواصلة إسرائيل ارتكاب مختلف أشكال جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ومقارنتها بما ورد في التدابير التحفظية الستة التي حكمت بها محكمة العدل الدولية.
وقال الأورومتوسطي إن قرار محكمة العدل الدولية الذي صدر في 26 يناير الماضي ألزم إسرائيل باتخاذ تدابير تحفظية محددة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأضاف أن القرار جاء بعد أن وجدت المحكمة أساسا معقولا للاعتقاد بأن الأفعال التي ترتكبها إسرائيل من المحتمل فعلا أن تصل إلى حد ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وفقا للتعريف الوارد في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وأشار التقرير إلى أنه، وبعد عمل فريق الأورومتوسطي، بات من الثابت أن إسرائيل لم تلتزم البتة بهذا القرار، وقامت بانتهاك غالبية التدابير التحفظية الواردة فيه، واستمرت في تنفيذها لجريمة الإبادة الجماعية بذات الوتيرة التي سبقت القرار، من خلال ارتكاب شتى أشكال وأفعال الإبادة الجماعية بقصد إهلاك الفلسطينيين بصفتهم القومية والعرقية.
من جهتها , أكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا غريس ناليدي باندور أن لدى إسرائيل “نية قاتلة” لإبادة الشعب الفلسطيني، معتبرة أن المعونات العسكرية التي تتلقاها إسرائيل من بعض دول العالم تجعلها تتجاهل القرارات والقوانين الدولية، كما سخرت باندور من الاتهامات الإسرائيلية الموجهة لبلادها ولها شخصيا على خلفية موقفها من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
على صعيد متصل , خرج آلاف الأشخاص في جنوب إفريقيا في مسيرة تضامنية مع قطاع غزة المنكوب الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي وحشي منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن آلاف الأشخاص ساروا إلى مدينة كيب تاون ولمسافة 41 كيلومتراً، وهي مسافة تمثل طول قطاع غزة بدءاً من بلدة “سيمون” جنوب مدينة كيب تاون وانتهاء بوسط المدينة للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
واحتشد في المسيرة آلاف الأشخاص من 20 دولة و160 مدينة للمشاركة في هذا الحدث التضامني مع فلسطين، تحت شعار”الحج من أجل وقف إطلاق النار في غزة”.
ودعا المشاركون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية إلى وقف العدوان الإسرائيلي، ورددوا طوال المسيرة أدعية وصلوات من أجل الفلسطينيين.