أكدت الأمم المتحدة في تقرير لها عن حصاد أهم أحداث عام 2023، أنه ظل عمل الأمم المتحدة حاسما ومنقذا للأرواح خلال سنة 2023، والتي شابها الكثير من الأزمات الإنسانية المدفوعة بالصراعات والكوارث الطبيعية والآثار المدمرة لتغير المناخ .
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ذكر التقرير الأممي أن من أبرز الأحداث التي شهدها عام 2023، كان مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بشأن تغير المناخ (COP28) الذي انعقد في دبي في ديسمبر. وقبيل المؤتمر زار الأمين العام “أنطونيو جوتيريش” المناطق التي تشهد ذوبانا في الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) بهدف تسليط الضوء على آثار ظاهرة الاحتباس الحراري على الأنهار الجليدية سريعة الذوبان والمنحدرات الجليدية القارية.
وقال “جوتيريش”: “نحن محاصرون في حلقة مميتة. يعكس الجليد أشعة الشمس. ومع اختفاء الجليد، يتم امتصاص المزيد من الحرارة في الغلاف الجوي للأرض. وهذا يعني المزيد من الحرارة، مما يعني المزيد من العواصف والفيضانات والحرائق والجفاف في جميع أنحاء العالم والمزيد من الذوبان. وهو ما يعني مزيدا من التدفئة. وهذا الدمار هو نتيجة مباشرة لإدماننا للوقود الأحفوري”. وأكد ضرورة كسر هذه الحلقة المميتة خلال في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ.
ودعا الأمين العام في حديثه في القمة العالمية للعمل المناخي التي عقدت ضمن فعاليات مؤتمر المناخ في دبي، قادة الأعمال مباشرة إلى قيادة التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة باستخدام الموارد المتاحة، مشددا على أن الطريق إلى الاستدامة المناخية هو أيضا الطريق الوحيد القابل للتطبيق بهدف تحقيق الاستدامة الاقتصادية لشركاتهم في المستقبل.
واختُتم مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين باتفاق يشير إلى “بداية النهاية” لعصر الوقود الأحفوري من خلال تمهيد الطريق لانتقال سريع وعادل ومنصف، مدعوما بتخفيضات كبيرة في الانبعاثات وزيادة التمويل لبرامج الطاقة النظيفة.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن من أهم أحداث عام 2023، انعقاد قمة أهـداف التنمية المستدامة في سبتمبر، بالتزامن مع بداية الأسبوع
الرفيع المستوى للجمعية العامة في نيويورك. والقمة مثلت منتصف الطريق نحو الموعد النهائي المحدد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
وقد وفرت القمة منصة للشباب- الذين ما زالوا يتأثرون بشكل غير متناسب بالأزمات العالمية الحالية- لإسماع أصواتهم.
وأكدت الأمم المتحدة أن اعتماد مجلس الأمن لقرار إنساني في 22 ديسمبر كان بمثابة بصيص أمل في خضم الصراع الدائر في غزة. ومن بين أمور أخرى، يطالب القرار- الذي تم تبنيه بأغلبية 13 صوتا وامتناع الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت- بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ودون عوائق وعلى نطاق واسع مباشرة إلى السكان المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة.
وذكرت الأمم المتحدة أن عمليات القصف الإسرائيلية من الجو والبر والبحر في أنحاء غزة، والتي جاءت في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، تسببت في حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة. وحذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة تلوح في الأفق، حيث إن جميع سكان غزة الذين شملهم الاستطلاع لا يأكلون أي طعام في كثير من الأحيان.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 9 مرافق صحية فقط من أصل 36 منشأة تعمل جزئيا في قطاع غزة بأكمله وكلها في الجنوب. ولم تعد هناك مستشفيات عاملة في الشمال. ولا تزال هذه المستشفيات تؤوي آلاف النازحين. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 22 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب القصف.
كما أشار تقرير الأمم المتحدة، إلى أن اندلاع القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في 15 أبريل، تسبب في كارثة إنسانية كبرى، حيث أجبر القتال آلاف المدنيين على النزوح ولجوء الآلاف داخل السودان وإلى البلدان المجاورة وخاصة تشاد وجنوب السودان ومصر.
وقالت مسؤولة أممية رفيعة إن اندلاع الصراع في السودان تسبب في الجمع بين “كارثة إنسانية متفاقمة وأزمة حقوق إنسان كارثية”.
وفي دارفور، يحتاج نحو تسعة ملايين شخص إلى المساعدة الإنسانية، وتشير التقارير إلى أن حوالي 4,000 شخص تم استهدافهم وقتلهم بسبب انتمائهم القبلي. وتبرز الآن مخاوف من إمكانية عودة دارفور إلى دوامة القتال الوحشي والفظائع المتزايدة التي شهدتها آخر مرة قبل عشرين عاما وتسببت في مقتل حوالي 300 ألف شخص وتشريد ملايين آخرين.
واختتم تقرير الأمم المتحدة بالإشارة إلى الزلازل التي حدثت في العديد من دول العالم وذكرت أن من الكوارث الطبيعية، كارثة الفيضانات في ليبيا، حيث انهار سدان في مدينة درنة الساحلية في ليبيا، مما أسفر عن مقتل وتشريد الآلاف.
وفي أوكرانيا، أُجبر ما لا يقل عن 2200 شخص على ترك منازلهم في مناطق مقاطعة خيرسونسكا الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، بسبب تدمير سد كاخوفكا في يونيو، مما تسبب في فيضانات واسعة النطاق في اتجاه مجرى النهر.
المصدر : أ ش أ