صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من انتهاكاتها وحملات الاعتقالات بحق سكان مدينة القدس المحتلة، حيث اعتقلت 1900 مقدسيا خلال النصف الأول من العام الجاري، ما يشكل 50% من إجمالي الاعتقالات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية في تلك الفترة، والتي بلغت 3750 حالة.
وذكر مركز فلسطين لدراسات الأسرى، في تقرير له ، أن ممارسات الاحتلال الإجرامية بحق المقدسيين وفى مقدمتها الاعتقالات، تهدف الى استنزافهم وردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة ووقف تصديهم للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى المبارك وافراغ المدينة من أهلها الأصليين، كما تأتى في إطار تواصل الاستهداف المباشر للأقصى والمقدسات وللوجود الفلسطيني والمكانة التاريخية والدينية للمدينة المقدسة.
وأوضح التقرير أن الاعتقالات خلال النصف الأول من العام الجاري استهدفت كافة الفئات من أطفال ونساء وقيادات إسلامية ووطنية، فضلا عن المرضى وكبار السن والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك، حيث تم رصد 340 حالة اعتقال بين القاصرين بالقدس، بينهم 15 طفلا أقل من 12 عاما، بينما بلغت حالات الاعتقال بين النساء والفتيات 51 حالة، بينهن قاصرات ومسنات من والدات الأسرى والمرابطات اللائي تم ابعادهن عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة.
وأشار المركز إلى رصد أكثر من 700 حالة اعتقال من المسجد الأقصى المبارك، غالبيتهم تم اعتقالهم في يوم واحد في شهر ابريل الماضي بعد حصار المصلى القبلي، وتم نقلهم في حافلات خاصة الى مراكز التوقيف والتحقيق في القدس، بينهم 18 طفلا وسيدة، مؤكدا إصابة عشرات المعتقلين بجروح متفاوتة، نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب والرصاص المطاطي.
وأضاف أن الاحتلال استحدث مراكز احتجاز أولية متنقلة وخاصة في منطقة “باب العامود”، نظرا للاستهداف المكثف للمقدسيين، حيث يتم احتجاز المعتقل بالمركز المتنقل لفترة من الوقت يتعرض خلالها للضرب وهو مقيد الأيدي والأقدام، قبل أن يتم نقله إلى مركز التحقيق، كما شكل الاحتلال وحدة خاصة لاستقبال المعتقلين من شوارع القدس والتحقيق معهم.
ولفت التقرير إلى اصدار محاكم الاحتلال 34 أمرا بالاعتقال الإداري بحق أسري مقدسيين خلال الشهور الماضية، بالإضافة إلى 800 أمر إبعاد بحق المقدسيين عن المسجد الأقصى والشوارع والبلدات المحيطة به، فضلا عن إصدار 76 أمر حبس منزلي وغرامات مالية باهظة.
وطالب مركز فلسطين لدراسات الأسرى بضرورة تعزيز مقومات الصمود لدى المقدسيين، لدعمهم في مواجهة ممارسات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من أهلها، وتوفير الدعم القانوني المكثف لأسرى القدس وخاصة الأطفال والنساء، بالإضافة إلى توثيق انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المقدسيين والعمل على رفعها للمحاكم الدولية.
المصدر: وكالات