تعامل مصر مع ملف فيروس كورونا “كوفيد 19″، يحظى باهتمام كبير من قبل القيادة السياسية، وكافة الأجهزة الحكومية، حيث تبذل مصر جهوداً حثيثة لتقويض دخول وانتشار الفيروس، وتتعامل مع هذا الملف بشفافية تامة طبقا للوائح الصحية الدولية، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وعزز الرئيس عبدالفتاح السيسي هذا الاهتمام باجتماعه مع عدد من الوزراء المعنيين، وتوجيهاته برفع كافة درجات الاستعداد لمواجهة ظهور أية حالات محتملة، وفقا لمعايير المنظمة.. ومن جانبه، يتابع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي تعامل مصر مع هذا الملف، والموقف وتطوراته داخلياً وخارجياً .
وترجمت وزارة الصحة والسلطات المصرية وكافة أجهزة الدولة اهتمامها بالتنسيق اليومى الوثيق مع المنظمة لمواجهة الفيروس، وتطبيق تعليماتها فى هذا الصدد، اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة عند الكشف عن الإصابة بالفيروس، وضع إجراءات وقائية واحترازية لضمان السلامة الصحية والوقاية من المرض، ووضع سيناريوهات الخطط الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، بالإضافة إلى برامج التوعية والتثقيف وتشديد الفحص الطبي في المطارات والموانئ تجاه القادمين من كافة الدول، تجهيز المرافق الطبية اللازمة، وتدريب فرق الرصد وجميع الفرق الطبية على كيفية التعامل الآمن مع حالات الإصابة، وكذلك التدريب على كيفية اتباع أساليب مكافحة العدوى، بالإضافة إلى توفير المخزون الاستراتيجي من المستلزمات الطبية.
وتتابع وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، اجتماع غرفة إدارة الأزمات بديوان عام الوزارة، والذى يضم ممثلين من كافة الوزارات والجهات المعنية، حيث تعمل يوميا على مدار 24 ساعة، لمتابعة موقف فيروس كورونا داخل البلاد، وخطة الوزارة الوقائية بالمنافذ والموانىء وجميع مديريات الصحة بالجمهورية واتسق تعامل مصر مع ملف كورونا، وما تضمنته استراتيجية التنمية المستدامة فى المحور الصحى “رؤية مصر 2030″، من تأكيد سعى وزارة الصحة بتوجيهات من القيادة السياسية، إلى اعتماد عدد من الإجراءات لضمان تمتع كل المصريين بحياة صحية سليمة آمنة، وتحقيق التغطية الصحية والوقائية الشاملة والتدخل المبكر لكل المواطنين، لتكون مصر رائدة في مجال الخدمات والبحوث الصحية والوقائية عربيا وأفريقيا، وجاء سابقا فى هذا الإطار مبادرات 100 مليون صحة ومنظومة التأمين الصحى .
وجاء ضمن أهداف الاستراتيجية لمحور الصحة، الاهتمام بكل ما يؤثر في صحة المصريين من محددات اجتماعية، بنية تحتية، وعي عام، وتحفيز نمط الحياة الصحي، إلى جانب تحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع المصريين مع ضمان جودة الخدمات المقدمة، والاهتمام بتوفير خدمات علاجية ووقائية عالية الجودة ومتاحة لجميع المصريين القادرين وغير القادرين .
ونصت الاستراتيجية فى بند حوكمة قطاع الصحة على إتاحة البيانات الدقيقة التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات سليمة في الوقت المناسب مع تحسين كفاءة إدارة موارد القطاع في إطار من الشفافية والمساءلة، ومصر وهى تنفذ خططها وبرامجها التنموية والاحترازية لم تنس دعم الدول الصديقة والشقيقة فى أزماتها والتضامن معها فى الظروف الاستثنائية التي تمر بها، والوقوف إلى جانبها، تأكيدا لعمق العلاقات الثنائية الوثيقة والشراكة القائمة بين مصر وتلك الدول .
وفى هذا السياق، جاءت زيارة الدكتورة هالة زايد إلى الصين محملة بهدية من الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري، عبارة عن شحنة من المستلزمات الطبية الوقائية، وتم خلال الزيارة التى تضمنت لقاءات متعددة مع كبار المسئولين الصينيين، تبادل الخبرات بين البلدين حول الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
وعلى جانب آخر، جاءت مساندة مصر لكوريا الجنوبية في هذا التوقيت الصعب الذى انتشر فيه الفيروس هناك، فيما أعرب عنه الرئيس السيسي من تضامن مصر مع حكومة كوريا الجنوبية وشعبها الصديق في مواجهة الفيروس، مؤكدا الثقة في قدرة الدولة الكورية على تجاوز هذه المحنة، والتطلع في هذا السياق للتعاون المشترك من خلال السلطات الصحية في البلدين لتعزيز الجهود وتبادل الخبرات في مكافحة هذا المرض .
وفي ظل المواجهة، وصلت الدكتورة هالة زايد الليلة الماضية، إلى محافظة الأقصر، لمتابعة تداعيات اكتشاف 12 حالة حاملة لفيروس كورونا على متن باخرة قادمة من أسوان للأقصر لمصريين عاملين على الباخرة دون ظهور أعراض، حيث يجرى تحويلهم للمستشفى المخصص للعزل، وإخضاع المخالطين لهم للحجر الصحي لمدة 14 يوما آخرين وهي فترة حضانة المرض لمتابعة حالتهم الصحية والاطمئنان عليهم، وذلك وفق ما صرح به المتحدث الرسمى للوزارة .
من جانبه، أكد الدكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، أن اكتشاف هذه الحالات الحاملة للفيروس يؤكد فاعلية وكفاءة الخطة الوقائية التي وضعتها وزارة الصحة والسكان للتصدي لفيروس كورونا وكيفية التعامل مع الحالات المصابة حال اكتشافها، مشيدا بالسرعة والشفافية المعهودة للحكومة المصرية في الإخطار والتعامل مع الموقف وحرصها على إبلاغ المنظمة فور الاشتباه في أي حالة.
المصدر: أ ش أ