قال مدير عام آثار الفيوم أحمد عبد العال إنه ” للعام الثانى على التوالى ستحتفل محافظة الفيوم بمشاهدة الظاهرة الفلكية لتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون بالمحافظة والتى ستحدث يوم السبت القادم فى حوالى الساعة السادسة و45 دقيقة وحتى السابعة صباحا ” وأكد عبد العال أن تلك الظاهرة التى تحدث يوم 21 ديسمبر من كل عام يوم الانقلاب الشتوى الذى يعد إيذانا ببداية فصل الشتاء على نصف الكرة الشمالى تثبت عبقرية المصرى القديم فى علم الفلك مشيرا إلى أنه تم رصد هذه الظاهرة فى السنوات الماضية بمعرفة مجموعة من العلماء فى مقدمتهمم الدكتور مجدى فكرى الأستاذ بكلية السياحة والدكتورمسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
وأوضح أنه سيتم تنظيم احتفالية كبرى بحضور عدد من الوزراء فى مقدمتهم وزيرالدولة لشئون الآثارالدكتور محمد إبراهيم ووزيرالسياحة هشام زعزوع وبحضور عدد من سفراء الدول الغربية وذلك فى إطار الجهود التى تبذلها الدولة لتنشيط حركة السياحة فى المحافظة.
وقال إن ” معبد قصر قارون هو معبد خصص لعبادة الإله (سوبك رع) ورمزه التمساح وهو الإله المحلى للفيوم بالإضافة إلى الإله اليونانى ديونسياس إله الخمر وعلامته عنقود العنب الذى تشتهر به المحافظة ” لافتا إلى أن هذا المعبد بنى فى العصر البطلمى (اليونانى) واستمر حتى العصر الرومانى وزادت أهميته فى القرن الثالث قبل الميلاد لأنه أصبح محطة للقوافل المتجهة إلى الواحات البحرية.
وأضاف أنه ” تم بناء قلعة فى هذا المكان لحماية القوافل التى كانت تستقر فيه” موضحا أن هذا المعبد يعد من أكمل المعابد الموجودة فى الفيوم وهناك بعثات كثيرة عملت فى هذا المكان وتم العثور على رؤس ملكية من العصر اليونانى والرومانى وكذلك مجموعة من البرديات التى تثبت أهمية هذا المكان.
كما أوضح أن هذا المعبد يعتبر من أكبر المعابد فى محافظة الفيوم ويوجد رمز لقرص الشمس المجنحة على الباب الرئيسى للمعبد, ويحتوى على سراديب وحجرات بنيت عليها أساطير كثيرة منها احتوائه على 365 حجرة بعدد أيام السنة ووجود سرداب بداخله يصل إلى محافظة الإسكندرية.
وأكد عبد العال أن هذا المعبد لا يمت إلى قارون الذى ورد ذكره فى القرآن الكريم, ولكن كلمة قارون جاءت من كلمة “القرون” وهى اليابسة الموجودة فى البحيرة أى شبه جزيرة أو لسان داخل البحيرة ويسمى “قرن”, ومجموعة اليابسة تسمى قرون وتم تحريفها إلى كلمة قارون.
ومن جانبهأشارالدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إلى أن محور معبد قصر قارون يتجه ناحية الأفق التى تشرق منه الشمس فى يوم 21 ديسمبر من كل عام “الانقلاب الشتوى”.
وأضاف أن ” الشمس فى هذا اليوم تتعامد على المقصورة الرئيسية واليمنى فى قدس الأقداس بالمعبد ولا تتعامد على المقصورة اليسرى” مفسرا ذلك إلى أن تلك المقصورة كان بها مومياء التمساح رمز الإله (سوبك) إله الفيوم فى العصور الفرعونية والذى لا يمكن أن يتم تعريضه للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى, كما أن هذه المومياء من المفترض أن تكون فى العالم الآخر والشمس تشرق على عالم الأحياء فقط ولا تشرق على الموتى
المصدر: أ ش أ