في كل مساء منذ أكثر من اسبوع تتحول الضاحية الجنوبية بيروت معقل الشيعة الى قلعة.
إذ ان حزب الله – وهو أقوى حركة سياسية وعسكرية في لبنان – لم يترك أي فرصة للمغامرة اثناء مراسم احياء ذكرى عاشوراء التي تستمر عشرة أيام.
ومع غروب الشمس يقوم رجال مسلحون بمساعدة كلاب بوليسية مدربة بالكشف عن القنابل بتمشيط الشوارع وانشاء نقاط تفتيش. واذا حوصرت في حركة المرور فان الامر قد يستغرق منك ساعات للخروج من المنطقة.
ويمكن تفهم التدابير الاحترازية إذ ان حزب الله في حالة حرب بعد أن أرسل مقاتلين عبر الحدود الى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الاسد ضد خصومه وأغلبهم من السنة في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وتعرضت معاقل حزب الله في لبنان بالفعل لهجمات انتقامية.
وربما كان هذا العام هو الاكثر توترا في الضاحية الجنوبية. فالسيارات الملغومة ومعارك الاسلحة وهجمات الصواريخ وأعمال الخطف التي لها جميعا صلة بسوريا ليست بالأمر الجديد.
لكن في تطور جديد نفذ المتشددون السنة هجومين رئيسيين ضد الجيش اللبناني في الشهور الاخيرة. وأثار هذا الامر انزعاج كثير من اللبنانيين الذين يخشون من أن الاحتكاك الطائفي المتفاقم يمكن أن يهدد السلام الذي كان ساريا الى حد بعيد بين السنة والشيعة والمسيحيين والطوائف الاخرى منذ الحرب الاهلية التي استمرت في الفترة بين عامي 1975 و1990.
وقالت زهراء فقيه (18 عاما) وهي تقف بجوار طريق مزدحم في الضاحية الجنوبية “هذا العام يمكن القول إن الامور أكثر خطورة قليلا. الوضع الامني ليس عظيما. إنني أسمع كثيرا من الناس يقولون إنهم لا يريدون الخروج من منازلهم. الناس مرعوبون.”
وأصابت التوترات الطائفية بالشلل الحياه السياسية اللبنانية. فالبلاد بدون رئيس منذ مايو ايار والسياسيون غير قادرين على الاتفاق على رئيس جديد يرضي الجانبين.
المصدر:رويترز