خاض أكراد سوريا معارك دفاعا عن بلدة حدودية رئيسية من تقدم مقاتلي الدولة الاسلامية يوم الاثنين فيما هرع شبان أكراد من تركيا المجاورة لنجدتهم مما يبرز الضغوط التي تتعرض لها انقرة لمواجهة متشددي التنظيم.
وفي تركيا -التي تبذل جهودا مضنية لوقف تدفق أكثر من 130 ألف لاجيء سوري كردي منذ يوم الجمعة الماضي- استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق محتجين أكراد ممن يتهمون حكومة انقرة بالانحياز للدولة الاسلامية ضد الأكراد.
وكانت وحدات الحماية الشعبية الكردية -وهي الجماعة الكردية الرئيسية المسلحة في شمال سوريا- قد اعلنت ان مقاتليها اوقفوا تقدم الدولة الاسلامية إلى الشرق من مدينة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية قرب الحدود مع تركيا وتعرف ايضا باسم عين العرب لكن قتالا عنيفا لايزال يدور هناك.
وتجمع مئات من الشبان الأكراد على الجانب التركي من الحدود تلبية لدعوات من الزعماء الأكراد للانضمام الى القتال لصد مقاتلي الدولة الاسلامية الذين استولوا على مساحات كبيرة من الاراضي في العراق وسوريا واعلنوا الخلافة فيها.
وقال سكان فروا من كوباني إن المتشددين يعدمون الناس من جميع الاعمار في القرى التي استولوا عليها. ومعظم الاكراد من السنة إلا ان الدولة الاسلامية تعتبرهم كفارا بسبب معتقداتهم العلمانية. وقتل متشددو الدولة الاسلامية شيعة ومسيحيين وافرادا من الطائفة اليزيدية وسنة معتدلين ايضا ممن يرفضون التفسير المتشدد لتعاليم الاسلام.
وتحاول قوات الأمن التركية الآن منع الاكراد من عبور الحدود لنجدة اخوانهم. وفي معبر مورسيت ببنار الحدودي تولى طابور من قوات شرطة مكافحة الشغب حراسة السياج الحدودي ذي الاسلاك الشائكة.
وقال الناشط الكردي الملثم شيروان وعمره 28 عاما وهو يحمل علم حزب العمال الكردستاني “نريد جميعنا ان نعبر الحدود. حاولنا ذلك امس إلا انهم هاجمونا وسنعاود المحاولة اليوم.”
أما عصمت – وهو شاب محلي عمره 19 عاما يكسب قوته من جمع الشليك (الفراولة)- فقال إن المحتجين توافدوا من شتى المدن في جميع ارجاء جنوب شرق تركيا الذي تقطنه اغلبية كردية واضاف “ليسوا من هنا. انهم من سرناك ووان وماردين ونصيبين.”
وقال إن بضع مئات من أكراد تركيا قد عبروا الحدود بالفعل للانضمام الى القتال. وذكر مقيمون آخرون ارقاما أعلى.
المصدر:رويترز