يحفل التاريخ التركي منذ منتصف القرن الماضي بالانقلابات التي كانت نتيجة للصدام بين السلطة الحاكمة والمؤسسة
العسكرية.
وفيما يلى بعض التفاصيل عن الانقلابات العسكرية في آخر 50 عاما والتي أطاحت بأربع حكومات منتخبة في تركيا.
1 ) انقلاب 1960
فى الثاني من مايو ، نفذ انقلاب عسكرى بلا رحمة بقيادة ضباط وطلبة عسكريين من كليات حربية في إسطنبول وأنقرة.
فى اليوم التالى طالب قائد القوات البرية الجنرال جمال جورسيل بإصلاحات سياسية واستقال حين رفضت طلباته.
وشكل القادة مجلسا للوحدة الوطنية من 38 عضوا برئاسة جورسيل. وحوكم 601 شخص أدين منهم 464.
وأعدم ثلاثة وزراء سابقون بينهم رئيس الوزراء عدنان مندريس، بينما خفضت أحكام 12 آخرين أحدهم الرئيس جلال بايار من الإعدام للسجن مدى الحياة.
2 ) انقلاب 1971
وجه الجيش تحذيرا للحكومة بضرورة استعادة الأمن بعد أشهر من الإضرابات والاشتباكات في الشوارع بين اليساريين والقوميين.
وبعد أشهر تنحى رئيس الوزراء سليمان ديمريل عن السلطة وتأسس تحالف من سياسيين محافظين وغير سياسيين لاستعادة الأمن تحت إشراف الجيش.
وأعلنت الأحكام العرفية فى العديد من الأقاليم، ولم ترفع بشكل كامل إلا في سبتمبر 1973.
3 ) انقلاب 1980
فى 12 سبتمبر، نفذت قيادة الجيش انقلاباً وعلى رأسها الجنرال كنعان إفرين.
واندلعت معارك في الشوارع بين يساريين وقوميين واعتقل كبار الزعماء السياسيين وتم حل البرلمان والأحزاب السياسية والنقابات المهنية.
واستولى مجلس الأمن الوطنى المكون من خمسة أشخاص على السلطة وعلق العمل بالدستور وطبق دستوراً مؤقتا منح قادة الجيش سلطات مفتوحة.
4 ) الانقلاب الأبيض
فى الثامن من يونيو عام 1997، اعتبر معارضو رئيس الوزراء نجم الدين أربكان أن الرجل أصبح خطراً على الحكم العلمانى فى البلاد وأجبر على الاستقالة تحت ضغوط من الجيش وقطاعات الأعمال والقضاء وسياسيين آخرين.
ووجد الجنرالات أنفسهم مجبرين على التحرك للدفاع عن الدولة العلمانية التى أسسها مصطفى كمال أتاتورك.
5 ) إرغينيكون
ظهر اسم مجموعة إرغينيكون للمرة الأولى في عام 2007 حين اكتشفت كمية من المتفجرات في عملية مداهمة نفذتها الشرطة لمنزل في إسطنبول.
وحوكم بعد ذلك مئات الأشخاص بزعم القيام بمحاولة انقلاب ضد رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان وأدين 275 ضابطا وصحفيا ومحاميا وغيرهم.
ونقضت جميع الأحكام في ذلك العام بعد أن خلصت محكمة الاستئناف لعدم وجود ما يسمى بشبكة إرغينيكون.
وساند أردوغان الذى انتخب رئيسا بعد ذلك في 2014 ما قاله الادعاء، لكنه بعد ذلك ألقى بالمسؤولية في تدبير هذه المؤامرة على الشرطة والمدعين المنتمي نلحركة دينية يقودها فتح الله غولن الذى اختار من ولاية بنسيلفانيا الأميركية منفى له. وينفى جولن أى دور في هذا الأمر.
6 ) مخطط 2010
كشفت صحيفة عن مخطط لانقلاب علمانى تردد أن تاريخه يعود لعام 2003 بهدف إثارة فوضى اجتماعية لإسقاط حزب العدالة والتنمية الذى ينتمى له أردوغان.
وفى 2012 قضت محكمة بسجن 300 من أصل 365 متهما. وبعد ذلك بعامين أطلق سراح جميع هؤلاء المدانين تقريباً بعد أن قررت المحكمة الدستورية أن حقوقهم انتهكت وحمل أنصار جولن مرة أخرى المسؤولية في تلك القضية وهي تهمة ينفونها أيضا.
7) انقلاب الساعات الخمس
أعلنت مجموعة انقلابية في الجيش أطلقت على نفسها “حركة السلام” يوم الجمعة 15 يوليو 2016، أنها استولت على السلطة، مما أدى إلى مواجهات أوقعت قتلى وجرحى في أنقرة وإسطنبول.
وتمكنت السلطات المنتخبة بعد خمس ساعات تقريبا من استعادة السيطرة على الأوضاع بدعم من الأمن العام والجماهير المؤيدة.
وألقى الأمن التركي القبض على قادة كبار فى الجيش وقتل أحد مدبرى الانقلاب، وماتزال الاشتباكات جارية في أكثر من موقع في أنقرة وإسطنبول لإنهاء الوضع.