رحبت الإمارات العربية المتحدة اليوم الأحد باتفاق إيران مع القوى العالمية الست للحد من أنشطة برنامج طهران النووي في حين لم يصدر رد فعل عن دول خليجية أخرى مازالت تشعر بعدم الارتياح تجاه محاولات إنهاء عزلة ايران الدولية.
وسارعت العراق وسوريا صديقتا ايران للإشادة بالاتفاق وكذلك السلطة الفلسطينية التي رحبت به باعتباره يمثل ضغطا على اسرائيل.
ولم تبذل دول عربية أخرى جهدا يذكر لإخفاء تشككها العميق في الأسابيع القليلة الماضية لكن أغلبيتها لم تعلن تحفظها يوم الاحد.
وقالت الإمارات في بيان “رحب مجلس الوزراء في جلسته اليوم بالاتفاق التمهيدي حول الملف النووي الإيراني وأعرب المجلس عن تطلعه بأن يمثل ذلك خطوة نحو اتفاق دائم يحفظ استقرار المنطقة ويقيها التوتر وخطر الانتشار النووي.”
كما رحب وزير الخارحية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة بالاتفاق وقال إن الاتفاق يزيل الخوف سواء من ايران او اي دولة أخرى.
وتحكم جميع الدول العربية عدا سوريا والعراق انظمة سنية تعتبر ايران الشيعية خصما وتشعر بعدم ارتياح شديد تجاه احتمال حدوث اي تقارب من الغرب من شأنه ان يعود بالنفع على طهران.
ويشعر القادة العرب بالقلق من ان يكون الاتفاق الذي حصلت ايران بموجبه على تخفيف للعقوبات مقابل الحد من برنامجها النووي مؤشرا على تحسن في العلاقات التي يشوبها العداء منذ 30 عاما بين طهران وواشنطن وهو ما سيزيد النفوذ الاقليمي لايران.
وقال عبد الله العسكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى السعودي المعين وهو شبه برلمان يقدم المشورة فيما يتصل بسياسات الحكومة “أخشى أن تكون ايران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي) لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية. أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة اكبر لايران او إطلاق يدها اكثر في المنطقة.”
واضاف “أثبتت حكومة ايران الشهر تلو الشهر أن لديها أجندة قبيحة في المنطقة وفي هذا الصدد لن ينام أحد في المنطقة ويفترض أن الأمور تسير بسلاسة.”
وفي الوقت الذي تحدث فيه عبد الله العسكر لم يصدر رد فعل رسمي من السعودية وشدد العسكر على انه يعبر عن ارائه الشخصية.
ويواجه حكام دول الخليج العربية ايران على العديد من الجبهات في انحاء المنطقة ومنها سوريا حيث تمول بعض الدول وتسلح مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون صديق ايران الرئيس السوري بشار الاسد. ويتهمون طهران بإذكاء الاضطرابات في عدد من الدول منها اليمن والبحرين ولبنان والعراق. وتنفي ايران هذا التدخل.
وأشادت السلطة الفلسطينية بالاتفاق الذي تعتبره دليلا مرحبا به على قيام واشنطن بتحرك دبلوماسي على الرغم من رفض اسرائيل.
وقال المتحدث باسم الرئيس محمود عباس نبيل ابو ردينة إنه يبعث برسالة مهمة لاسرائيل لتدرك أن السلام هو الخيار الوحيد في الشرق الأوسط وإنه يجب أن يحفز القوى العالمية للسعي من اجل اتفاق فلسطيني اسرائيلي.
وأضاف أن الفلسطينيين يريدون “شرق اوسط خاليا من الاسلحة النووية.”
ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة بالشرق الأوسط وهو ما لا تؤكده ولا تنفيه.
وسارع العراق للإشادة بالاتفاق. وتقود العراق حكومة شيعية وهو الدولة العربية الوحيدة التي تجمعها علاقة صداقة بكل من الولايات المتحدة وايران.
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان “توصل كل من جمهورية ايران الاسلامية والدول الست الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني يعد خطوة كبيرة على صعيد امن واستقرار المنطقة واستبعاد بؤر التوتر فيها.
كما اعربت الحكومة السورية وهي حليف قديم لايران عن سعادتها بالاتفاق.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله “تعتقد سوريا ان التوصل الى هذا الاتفاق دليل على ان الحلول السياسية لازمات المنطقة هي الطريق الانجح لضمان الامن والاستقرار فيها بعيدا عن التدخل الخارجي والتهديد باستخدام القوة.”
وعبرت السعودية ودول اخرى يحكمها السنة عن عدم الارتياح في الشهور الاخيرة مما تعتبره اعادة تقويم للسياسة الامريكية خاصة منذ تخلي واشنطن في سبتمبر عن خطط لضرب سوريا لمعاقبتها عن هجوم بالاسلحة الكيماوية على اطراف دمشق.
ووافقت سوريا على التخلي عن اسلحتها الكيماوية لتجنب الضربات الامريكية.
المصدر: رويترز