هل تخيّلت يوماً أن يكون هناك منطقة على كوكب الأرض تُسمى بـ”أبواب الجحيم”؟ ويبدو أن الأمر صحيح، إذ أن الساحل الذي يحيط بصحراء ناميب أقدم صحارى العالم، والتي تمتد بمحاذاة ساحل جنوب إفريقيا الغربي وإلى حد بعيد داخل ناميبيا، وصفه البحارة البرتغاليون بـ”بوابة الجحيم”.
وتسيطر البيئة القاسية والوحشية، على ساحل “الهياكل العظمية،” والذي يمتلئ ببقايا الهياكل العظمية للكائنات البحرية والسفن المحطمة، ما جعل هذه الأرض وجهة سياحية غير مرغوب فيها.
وتمتد الصحراء القاسية لأكثر من 30 ألف ميل مربع وتتلقى أقل من 0.4 بوصة من الأمطار سنوياً.
أما الأحوال المتطرفة للطقس فلم تعد تشكل رعباً لبعض الحيوانات من بينها الأسود إلى الفيلة، والتي اضطرت إلى التكيّف والبقاء على قيد الحياة، والاعتياد على العيش في الصحراء.
واعتبرت نساء هيمبا اللواتي يعشن في منطقة كونين بالقرب من أنجولا، بأن صحراء ناميبا بمثابة موطنهن على مدى أجيال لا تعد ولا تحصى.
وتُعرف هؤلاء النساء بلون بشرتهن وشعرهن الأحمر، واعتادت القبائل شبه الرحل على تربية الماشية في تلك المنطقة، ولكنها اليوم تحاول إيجاد طرق جديدة للعيش مثل العمل في قطاع السياحة في المخيمات الفاخرة بهدف تثقيف السياح عن الحياة في ناميبا.
وتتطلب زيارة مخيم هونيب للهياكل العظمية الكثير من الجهد، إذ لا يمكن الوصول إلى المخيم إلا عبر الطائرات الخفيفة، والمكان بعيد جداً بحيث أنه يجب شحن الطعام لمساحة 500 ميل.
أما القيادة لمسافة قصيرة بالسيارة فتكشف عن جولة تاريخية غير اعتيادية، إذ يُعتبر الساحل بمثابة متحف حي للضحايا، حيث اُسقطت العديد من السفن، ويمكن للزوار رؤية حطام السفن المنتشر على طول الشاطئ.
التلوث الضوئي ليس موجوداً على الساحل، وليس من المستغرب ذلك، باعتبار أن هذه المنطقة من المناطق الأكثر هدوءاً في واحدة من الدول الأقل سكاناً في العالم، وهذه المنطقة هي بمثابة الجنة لمراقبة النجوم.
ويمكن مشاهدة درب التبانة بعرض مهيب على خلفية سوداء، في السماء ليلاً، وإذا كان لديك تلسكوب، فيمكنك حتى رؤية سديم العنكبوت، وهي سحابة عنكبوتية من الغبار والغاز، وإحدى أكبر النجوم في مجرة درب التبانة.
هناك الكثير من الكثبان الرملية في صحراء ناميب، ويُعتبر التزلج على الرمال رياضة شعبية.
المصدر: رويترز
المصدر: وكالات