لحوادث الطائرات تاريخًا طويلًا من الهلع والخوف، كان آخرها طائرة “مصر للطيران” التي سقطت قرب السواحل المصرية دون معرفة أسباب سقوطها وتحطمها حتى الآن.
تسقط الطائرة دائما وتغيب معها أسرار كثيرة لا يعرفها أحد، ويتبقى فقط ما يخلفه الصندوق الأسود من معطيات قد تساعد في تفسير الحادث.
ونرصد عددًا من حوادث الطائرات الشهيرة، وهي الحوادث التي شغلت الرأي العام منذ حادث الطيران الأول في التاريخ، حتى حادث طائرة “مصر للطيران” الذي راح ضحيته 66 شخصاً من جنسيات متعددة.
في أبريل عام 1922 وقعت أول حادثة في تاريخ الطيران المدني، إثر اصطدام طائرة دي هافيلاند DH.18A، التابعة لطيران ديملر الإنجليزية، مع طائرة تابعة لشركة فرنسية فوق منطقة پيكاردي بفرنسا ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص.
فى 2 يوليو عام 1937 اختفت طائرة “لوكهيد ألكترا” فوق المحيط الأطلسي، واختفت “إميليا إيرهارت” الرائدة في الطيران الأمريكي، على متن طائرة، بينما كانت تحاول هي وزميلها المستكشف “فريد نولان” الإبحار حول العالم، وأحاط الغموض بقصة اختفائهما ولم يعرف أحد مصيرهما حتى الآن.
وفي أول يونيو من عام 1943 أسقطت مقاتلة ألمانية الطائرة دي سي 3 رحلة 777 للخطوط البريطانية، وقد توفي جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 17، ومن ضمنهم الممثل البريطاني المشهور ليزلي هاوارد، بطل فيلم ذهب مع الريح، وقد ساد اعتقاد على نطاق واسع بأن سبب الهجوم هو شك الاستخبارات الألمانية، بأن رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، كان موجودا على متنها.
وفي 4 مايو من العام 1949 وقعت كارثة الطائرة الإيطالية سوبرجا، وتحمل على متنها فريق كرة قدم تابع لنادي تورينو اصطدمت بتل سوبرجا بالقرب من تورينو، وقد مات جميع الركاب الـ31 ومن ضمنهم 18 لاعبًا للنادي.
من الحوادث المؤسفة كانت في 21 فبراير 1973، حين أقلعت طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية الرحلة 114 من طراز بوينج 727 من مطار طرابلس العالمي في طريقها إلى مطار القاهرة الدولي، عبر مدينة بنغازي الليبية، وبعد دخول الطائرة الأجواء المصرية، تعرضت لعاصفة رملية، أجبرت الطاقم على الاعتماد كليًا على الطيار الآلي، ودخلت عن طريق الخطأ في المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت، فقامت طائرتان إسرائيليتان من طراز إف-4 فانتوم الثانية بإسقاط الطائرة في صحراء سيناء، ونتج عن الحادث مقتل 108 ممن كانوا على متنها، وكانت بينهم الإعلامية المصرية الشهيرة سلوى حجازي، ونجا من الحادث 5 أشخاص فقط بينهم مساعد الطيار.
كارثة أخرى غامضة حدثت يوم 31 أكتوبر عام 1999، حيث غادرت الرحلة 990 مطار “جون اف كينيدي” الدولي في نيويورك متجهة إلى القاهرة، وبعد ساعة من الإقلاع تحطمت الطائرة من طراز بوينج 767 في المحيط الأطلسي جنوب “ماساتشوستس”، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب والطاقم الذين بلغ عددهم 217.
وأظهرت بعد ذلك تقارير هيئة السلامة الأمريكية، أن مساعد الطيار جميل البطوطي، تعمد إسقاط الطائرة والانتحار؛ بسبب جملة قالها هي “توكلت على الله” وإغلاق الطيار الآلي ودفع الطائرة إلى الغوص.
وفي 11 سبتمبر عام 2001 استيقظ العالم على فجيعة كبرى حولت مجرى التاريخ بعد ذلك، لم يصدق أحد ما بثته شاشات التلفزيون حتى ظن البعض أنها لقطات من فيلم “أكشن”، حيث تم اختطاف أربع طائرات من طراز بوينج لترتطم اثنتان منهما في برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك، واصطدام الثالثة بمبنى وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” وسقوط الرابعة في بيتسبرج بالولايات المتحدة، خلال عملية أسفرت عن مقتل 3 آلاف شخص تقريبًا.
التاريخ الحديث ملئ بحوادث الطائرات الحربية والمدنية، ولكل طائرة قصة منفردة يحيطها الغموض، وتغلفها المأساة، كانت آخر تلك الحوادث في العام الماضي، وتحديدا قبل ليلتين من بدء العام الجديد ففي يوم 28 ديسمبر فقدت طائرة لرحلة طيران آسيا رقم 8501 أثناء توجهها من مدينة سورابايا بإندونيسيا إلى سنغافورة محملةً بـ 155 راكبًا وطاقم الطائرة المكون من 7 أفراد، ولم يعرف مصيرها حتى الآن.
وفي 24 مارس الماضي، تحطمت طائرة من طراز إيرباص “إيه 320” تابعة لشركة Germanwings التابعة للخطوط الأم Lufthansa الألمانية في جنوب فرنسا في منطقة في جبال الألب بعد ما أسقطها مساعد الطيار Andreas Lubiz عمداً، وأثبت التحقيقات بأنه كان يعاني مرضا نفسيا وقرر الانتحار وكان على متن الطائرة 142 راكباً ومن بينهم مجموعة طلاب ورضيعان، فضلا عن 6 من أفراد طاقمها، وجميعهم لقوا حتفهم في هذاه الرحلة، وكانت متجهة من برشلونة إلى دوسيلدورف في المانيا ويعتبر هذا من أسوأ الحوادث في تاريخ ألمانيا .
وصباح يوم 31 أكتوبر 2015 كان الحادث الأبرز مؤخرًا، حين سقطت طائرة روسية من طراز إيرباص 321 فوق جزيرة سيناء، وعثر على حطامها، وكانت تقل 217 راكبًا بينهم 17 طفلاً، إضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 7 أفراد، ومازالت التحقيقات تجري حول كواليس الحادث.
المصدر: وكالات