يمثل طرد الحوثيين من مدينة المخا وعودتها إلى حضن الشرعية بعد عملية عسكرية واسعة بدعم من التحالف العربي، تحولا استراتيجيا كبيرا في العمليات باليمن.
وتكمن أهمية السيطرة على المدينة ومينائها في تأمين ممر باب المندب الملاحي الاستراتيجي، فيما تضم المخا ميناء قديما مشهورا يبعد 40 كيلومترا عن مضيق باب المندب.
وتربط المدينة محافظة تعز بمحافظة الحديدة الساحلية، إذ يسهل السيطرة عليها استرجاع ما تبقى من بلدات على طريق الحديدة تعز.
وتعطي استعادة المخا القوات اليمنية القدرة على إطلاق أي عملية عسكرية من محورين، الأول باتجاه مديريات الساحل الغربي في الحديدة.
أما المحور الثاني فسيكون باتجاه معسكر خالد الواقع شرقي المخا، الذي يعد أكبر معسكر للانقلابيين في تعز، كما يقطع أهم شريان إمداد بالسلاح المهرب من البحر الأحمر.
وبذلك تكون القوات اليمنية بعد استعادتها للمخا قادرة على ربط جبهاتها في معاركها ضد الميليشيات الانقلابية.
وتستمر القوات اليمنية فى عمليات تمشيط جيوب بقايا الحوثيين في الأطراف الشمالية والغربية، من المدينة التابعة إداريا لمحافظة تعز، وتقع على بعد حوالي 100 كيلو متر إلى الغرب منها على ساحل البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب.
وتهدف عمليات التمشيط إلى تأمين المدينة تمهيدا لدخول المساعدات إلى المخا، والبدء في الاستعدادات لإطلاق المرحلة الثانية من المعركة التي تحمل اسم “الرمح الذهبي”.
ولعبت مروحيات الأباتشي دورا كبيرا في استهداف مركبات الحوثيين، التي كانت تنقل تعزيزات عسكرية للمتمردين.
ولا تتوقف قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية عن إحراز مزيد من التقدم نحو مواقع جديدة، كما تعمل على ملاحقة الحوثيين في الأطراف الشمالية وعلى الطريق المؤدية نحو الحديدة.
في السابع من يناير الماضي أطلقت قوات الشرعية عملية الرمح الذهبي لاسترجاع المدينة والساحل الغربي للبلاد، وانطلقت هذه العملية من محورين بمنطقة باب المندب باتجاه مدينة المخا.
واسترجعت القوات اليمنية خلال هذه العملية مديرية ذباب ومنطقة الجديد والخضراء وصولا إلى مدينة المخا، وفي 23 من يناير أعلنت قوات الشرعية تحرير المدينة والميناء من الانقلابيين.
وشهد يوم السابع من فبراير سيطرة الجيش اليمني بالكامل على مدينة المخا مع طرد فلول الانقلابيين، الذين فروا شمالا.
وقتل 27 حوثيا وجرح العشرات إثر تطهير القوات اليمنية مدينة المخا من بقايا جيوب المتمردين خلال الساعات 24 الماضية.