بين حين وآخر يضج العالم وينتفض من الأثر المدمر للألعاب الالكترونية التي تحصد آلاف الأرواح حول العالم ، فبالرغم من أنها عالم افتراضي يبدو في ظاهرها لعبة بسيطة إلا أن نتيجتها مدمرة على الشخصية خاصة بين المراهقين والشباب الذين تغرس في نفوسهم العنف ، ففي الفترة الأخيرة ظهرت لعبة تحدي “مومو” التي وصفها كثيرون بأنها تكملة للعبة الحوت الأزرق.
تحدي”مومو”، لعبة ظهرت على الإنترنت في منتصف العام الماضي وانتشرت بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتستهدف اللعبة أو التحدي الأطفال والمراهقين عبر برنامج التواصل الاجتماعي الشهير “الواتس اب” حيث تصل للضحية من رقم غير معروف، رسالة مخيفة مصحوبة بصورة مرعبة لامرأة مشوهة ، وهي صورة من أصل تمثال موجود في متحف الفن المرعب بالصين.
ونص الرسالة يقول “مرحبا أنا مومو” ثم تعرض معلومات خاصة عن الشخص الذي تحدثه والتي حصلت عليها من خلال اختراق الهاتف المحمول والوصول لجميع الملفات بداخل ، ويصحب العرض جملة “أنا أعرف كل شيء عنك”، وتختتم الرسالة بالتساؤل عن ما إذا كان المستقبل لرسالتها يود تكملة اللعبة وفي حالة الموافقة يبدأ الابتزاز والتهديد حيث تؤكد الرسالة أنه “إذا لم يتم الالتزام بتعليماتي سأجعلك تختفي من على الكوكب دون أن تترك أثرا “، وفي ذلك تلويح بتهديد يصل للقتل ما لم يقم بتنفيذ سلسلة من المهام الخطرة.
وبناء على الأثر السلبي الذي أحدثته من قبل لعبة الحوت الأزرق ، التي أودت بحياة الكثير من الضحايا نتيجة انخراطهم غير المسئول في العالم الافتراضي ، أثارت لعبة مومو والرسالة التي تبين أن رقم مرسلها مصدره العاصمة اليابانية طوكيو ، أثارت قلق السلطات في كثير من دول العالم بما فيها دول المنطقة العربية، فأصدرت بيانات ونشرات إعلامية تحذر من مخاطر اللعبة بالإضافة إلى تقارير مفصلة عنها تحذر فيها الأطفال وذويهم من الحديث مع “مومو” خوفا من أن تكون هذه اللعبة شبيهة بلعبة الحوت الأزرق التي حصدت آلاف الأرواح عبر العالم
ورغم أن مومو شخصية يابانية إلا أنها تتحدث بجميع اللغات حيث يملك الهاكر مترجما آليا.
وفي مصر، حذرت الإفتاء من المشاركة في اللعبة ودعت من استدرج للمشاركة فيها أن يسارع بالخروج منها فيما أهابت بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة ومعها بكل الوسائل الممكنة.
واللعبة عبارة عن ملفات تجسسية مخيفة داخل صورة أو فيديو أو إنيميشن أو حتى رابط إلكتروني أو رقم مرسل لك، هدفها اختراق الهواتف أولا ومن ثم الابتزاز ولهذا فإنه ينصح بعدم فتح أو تحميل أي ملفات من أي شخص أو رقم مجهول، وغير معروف ، وعمل حظر له على الفور.
ولفت تحدي “مومو” انتباه مستخدمي شبكة الإنترنت في شهر يوليو الماضي بعدما قام عدد من “اليوتيوبر” بنشر فيديوهات يرون فيها قصتهم وتجاربهم مع مومو وعلى الرغم من أن السلطات لم تؤكد أي تأثير مباشر لهذا التحدي ، إلا إن قوات الأمن وإدارات المدارس في عدة دول أصدرت تحذيرات حول” تحدي مومو “، ونشرت ملفات ووسائط حول سلامة الإبحار على شبكة الإنترن ، وشجعت المستخدمين في (واتساب) على حجب أو حظر أرقام الهواتف غير المعروفة ، وتقديم بلاغ للشرطة في حالة ما وصل الأمر للتنمر الإلكتروني أو التهديد.
وتعليقا على الشائعات العديدة حول انتحار عدد من الأشخاص بسبب تحدي مومو؛ يرى خبراء الأمن أن الهدف من هذه الظاهرة هو خلق موجة من الذعر الأخلاقي لكسب التحدي مزيدا من الشهرة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)