تحيي منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، يوم الصحة العالمية 2020 تحت شعار ” دعم الممرضات والقابلات” ، حيث يسلط الضوء على السنة الدولية للممرضة والقابلة 2020، والدور الحاسم الذي تؤديه الممرضات والقابلات في تقديم الرعاية الصحية بجميع أنحاء العالم، وسيدعو إلى تعزيز قدرات القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة.
وسيصدر بهذه المناسبة أول تقرير من نوعه على الإطلاق عن حالة التمريض في العالم بعام 2020، وسيعرض التقرير صورة عالمية للقوى العاملة في مجال التمريض ويدعم الخطط المسندة بالبيانات بشأن الاستفادة على أمثل نحو من إسهامات تلك القوى في تحسين صحة الجميع وعافيتهم، وسيضع التقرير برنامج العمل المعني بجمع البيانات وإقامة الحوارات المتعلقة بالسياسات والاضطلاع بأنشطة البحث والدعوة وتوظيف الاستثمارات اللازمة في القوى العاملة الصحية من الأجيال القادمة، وسيصدر في عام 2021 تقرير مماثل عن القوى العاملة في مجال القبالة.
وكانت جمعية الصحة العالمية الأولى قد دعت في عام 1948 إلى تكريس “يوم عالمي للصحة” لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية، ومنذ عام 1950 جرى الاحتفال سنوياً بيوم الصحة العالمي في 7 أبريل، ويتم كل عام اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي لتركيز على مجال من المجالات التي تثير القلق وتحظى بالأولية في سلّم منظمة الصحة العالمية.
إن تعزيز قدرات القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة لتوفير الصحة للجميع لا غنى عن تعزيز قدرات القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، ولعل تثقيف الممرضات والقابلات وفقاً للمعايير الدولية أمر منطقي اقتصادياً، لأنه يوفر الموارد عن طريق تقليل الحاجة إلى تنفيذ تدخلات مكلفة لا طائل وراءها ويحسن جودة رعاية الجميع ويعزز صحتهم.
ومن الأمور المهمة للغاية التي يمكننا القيام بها لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وتحسين الصحة في العالم تعزيز قدرات القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة وضمان تمكين الممرضات والقابلات من العمل لتحقيق أقصى إمكاناتهن، ولكن غالباً ما يقلل من شأن الممرضات والقابلات ويعجزن عن تحقيق إمكاناتهن الفعلية، لذا نصبو في عام 2020 إلى بلوغ هدف مؤداه ضمان مزاولة جميع الممرضات والقابلات لعملهن في بيئة يأمن فيها من الأذى ويحظين فيها باحترام زملائهن المعنيين بالشؤون الطبية وأفراد المجتمع وتتاح أمامهن خدمة رعاية صحية فعالة ويُدمج فيها عملهن بعمل سائر مهنيي الرعاية الصحية.
وبمقدور البلدان، بفضل تنمية قدرات القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة، أن تحقق نتائج ثلاثية الأثر من حيث تحسين الصحة وتعزيز المساواة بين الجنسين ودعم النمو الاقتصادي، وسيجنى من تعزيز قدرات القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة فوائد أخرى تتمثل في تعزيز المساواة بين الجنسين (هدف التنمية المستدامة 5) والإسهام في تحقيق النمو الاقتصادي (هدف التنمية المستدامة 8) ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأخرى.
ويوضح تقرير صدر عام 2017 حول تاريخ التمريض والقبالة في منظمة الصحة العالمية بين عامي 1948 و2017، كيف اجتهدت المنظمة منذ نشأتها كي يكون للعاملين في مجالي التمريض والقبالة صوت، كما يبرز التقرير الدور البالغ الأهمية الذي سيضطلع به العاملون في مجال التمريض لتحسين الحصائل الصحية في الأعوام المقبلة.
ويشكل العاملون في التمريض والقبالة حوالي 50% من القوى العاملة الصحية عالمياً، وهناك عجز في أعداد العاملين الصحيين عالمياً، ولا سيما العاملون في مجال التمريض والقبالة الذين يشكلون أكثر من 50% من العجز الحالي في أعداد العاملين الصحيين، ويتركز في جنوب شرق آسيا وفي إفريقيا أكبر حالات النقص في أعداد العاملين في مجالي التمريض والقبالة حسب الاحتياجات إلى هؤلاء العاملين، ولكي تتمكن جميع البلدان من تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالصحة والرفاهية، تقدر منظمة الصحة العالمية أن العالم سيكون في حاجة إلى 9 ملايين أخرى من العاملين في مجالي التمريض والقبالة بحلول عام 2030.
ويضطلع الممرضون والممرضات بدور حيوي في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وتقديم الرعاية الأولية والمجتمعية، وهم يقدمون الرعاية في مواقع الطوارئ، وسيكون لهم إسهام رئيسي في المضي قدماً صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
إن الاستثمار في التمريض ذو قيمة جيدة مقابل الأموال المنفقة، وأفاد تقرير الهيئة الرفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالعمالة في مجال الصحة والنمو الاقتصادي، أن الاستثمارات في التعليم وخلق الوظائف في القطاعين الصحي والاجتماعي يحقق عائداً ثلاثياً فيما يخص تحسين الحصائل الصحية، وتحقيق الأمن العالمي، وتحقيق النمو الاقتصادي الشامل للجميع.
فعلى الصعيد العالمي، تمثل النساء 70% من القوى العاملة الصحية والاجتماعية مقارنة بنسبتهن في كل قطاعات التوظيف وقدرها 41%، وتستأثر القبالة والتمريض بحصة كبيرة من العمالة النسائية، ويضطلع الممرضون والممرضات بأدوار متعددة : فهم يقدمون الرعاية والمعالجة الشخصية ويديرونها، ويعملون مع الأسر والمجتمعات، ويقومون بدور محوري في تعزيز الصحة العمومية ومكافحة الأمراض والعدوى.
إن الممرضين والممرضات هم في أغلب الأوقات أول من يراهم الناس من العاملين الصحيين بل وأحيانا يكونون هم الوحيدون الذين يراهم الناس ولذلك فإن جودة ما يقدمونه من تقدير مبدئي ورعاية ومعالجة للحالات هو أمر بالغ الأهمية، وهم أيضاً جزء من مجتمعهم المحلي- إذ يتشاركون ثقافته، ونقاط قوته وأوجه ضعفه- ومن ثم فبإمكانهم تشكيل وتنفيذ تدخلات فاعلة لتلبية احتياجات المرضى والأسر والمجتمعات،
كذلك الممرضات والقابلات هن فعلاً من الدعاة والمبتكرين بمجتمعاتهن المحلية وبالعيادات والمستشفيات ونظام الرعاية الصحية، ولكن يجب أيضاً أن يحظين بالتقدير كما ينبغي وأن يمثلن في إطار الاضطلاع بأدوار قيادية في مجال الصحة لتمكينهن من توجيه السياسات والاستثمارات في هذا المجال، وبإمكان الممرضات والقابلات أن يجدن حلولاً لمشاكل صحية كثيرة بالعالم، على أنه يجب علينا أولاً أن نذلل العقبات المهنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تعترض سبيلهن.
إن التغطية الصحية الشاملة خيار سياسي، وكذلك حال الاستثمارات المحلية الموظفة في مجالي التمريض والقبالة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)