عاشت أونا جيسلادوتير، ضابط أول فى إحدى شركات الطيران الأيسلندية، والتى تشغل حاليًا رحلات لشركة الخطوط الجوية الأيسلندية بين أيسلندا وأمريكا الشمالية وأوروبا، تجربة طيران مثيرة فى إحدى رحلاتها إلى أيسلندا بعدما شاهدت بنفسها الأضواء الشمالية الجذابة التى تظهر مع الشفق القطبى، وهو عبارة عن توهج نادر يمكن رؤيته حول الأقطاب المغناطيسية لنصفى الكرة الأرضية الشمالى والجنوبى.
الطيارة الأيسلندية أونا، كتبت عن تجربة مواجهة الأضواء من السماء خلال رحلتها السحرية، كما قدمت نصائح لتصوير الأضواء الشمالية إذا أتيحت لك الفرصة.
تقول أونا جيسلادوتير: “بصفتي طيارًا فإن تجربتي من ارتفاع 35 ألف قدم، لا مثيل لها حقًا، كما ترون، في أشهر الشتاء، لسنا الوحيدين الذين يحلقون عبر سماء القطب الشمالي”.
وأضافت: “قبل فترة ليست بالبعيدة، كنت أقود طائرة في رحلة ليلية من الولايات المتحدة، متجهة إلى موطني أيسلندا، وعند عبور المحيط الأطلسي الشمالي، كان الجو هادئا، وكل ما كنا نسمعه هو تبادل الطيارين الآخرين للرسائل عبر ترددات الراديو، حيث كانوا يتبادلون التحديثات حول الظروف الجوية المقبلة، لكن ما بدا وكأنه رحلة ليلية روتينية أصبح شيئًا سحريًا”.
وتابعت: “في منتصف رحلتنا تقريبًا، لاحظت ظهور ظلال خضراء، تليها ألوان وردية وأرجوانية زاهية، وفي غضون لحظات، تحولت السماء إلى لوحة ساحرة، تتوهج حول طائرتنا، وكان الأمر وكأن الطبيعة قدمت عرضًا لنا فقط”.
واستطردت: “كانت تلك الأضواء الشمالية، وشعرت أنها في متناول يدي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أراها فيها من قمرة القيادة، حيث كانت تضيء طريق العودة إلى المنزل بألوان متغيرة باستمرار، وهنا، فوق السحب وأضواء المدينة، لم يكن هناك ما يعيق طريقها”.
وأشارت إلى أنه “منذ تلك الليلة، كنت ألتقط صورًا للأضواء الشمالية من موقعي الفريد، على أمل إلهام الآخرين في جميع أنحاء العالم لتجربة رقصة الأرض الغامضة”، وأضافت: “اسأل عالماً، وسوف يخبرك أن الأضواء الشمالية تنتج عن التوهجات الشمسية التي تنطلق عبر نظامنا الشمسي، مما يؤدي إلى ظهور عروض ملونة عندما تتلامس مع غلافنا الجوي، ولكن إذا سألت أسلافنا الشماليين، فسوف يعطونك تفسيرات صوفية تسبق الفهم العلمي بزمن طويل”.
وأوضحت أنه “في إستونيا، تقول الأسطورة إن الأضواء الشمالية هي المسارات السماوية لعربات تجرها الخيول، وهي تشق طريقها إلى حفل زفاف، وفي فنلندا، يعتقد الكثيرون أن الأضواء الشمالية هى عمل فني لثعلب سماوي يبهر السماء بذيله الكثيف، وفي وطني أيسلندا، تحمل الأضواء معاني أخرى، وهناك معانٍ تؤثر فيّ بشكل خاص، حيث يُعتقد أن الأضواء الشمالية هي أرواح أحبائنا الراحلين، وهي ترقص في السماء”.
ولفتت إلى أن “البعض يذرفون الدموع عندما يرون الأضواء الشمالية، بينما يضحك آخرون من عدم التصديق، ويقف البعض في صمت، في حالة من الصدمة، كما لو كانوا متجمدين في برد الليل، وفوق كل ذلك، تتمتع هذه الظاهرة بالقدرة الفريدة على جعلنا جميعًا ننسى تحديات العالم البشري، ونتواصل، في رهبة، مع عجائب العالم الطبيعي، إنه شعور لا يوصف ولا يُنسى”.
وتابعت: “الأضواء الشمالية فريدة من نوعها مثل بصمات الأصابع، فلا يوجد عرضان متماثلان على الإطلاق، ولكن في كل مرة تزيننا بحضورها، نشعر بالتواضع والروعة والعاطفة، ومنذ انضمامي إلى شركة الطيران، حظيت بشرف نقل آلاف الأشخاص إلى أيسلندا، وأشخاص من مختلف أنحاء العالم، معظمهم لم يتفاعلوا مع الأضواء الشمالية إلا في الأفلام أو الأحلام”.
واستكملت رسالتها: “بصفتي مواطنًا أيسلنديًا، أشعر بمسئولية دعوة العالم من خلال التصوير الفوتوغرافي لتجربة مشاهدة الأضواء الشمالية، وأنا دائمًا أقول لأهلي، ولأي شخص: عليك أن تجربها على أرض الواقع مرة واحدة على الأقل في حياتك”.
وتقول أيضًا: “إذا لم تكن قد قمت بذلك بعد، فإن هذا الموسم هو الوقت المثالي للقيام بذلك، فمع دخول الشمس ذروتها في الدورة الشمسية، يعدك هذا الشتاء برؤية الشفق القطبي المذهل، إنه الوقت الأكثر ملاءمة لتجربة ذلك منذ 20 عامًا، وبالنسبة لي، على ارتفاع 35 ألف قدم، تعتبر الأضواء الشمالية بمثابة تذكير بمدى روعة وطننا حقًا”، وأضافت: “في هذا الشتاء، يمكنك أيضًا التقاط جمال الأضواء الشمالية في الصور، وإليك بعض النصائح التي أقدمها لك لتصوير الأضواء الشمالية باستخدام هاتفك فقط”.
واختتمت حديثها بنصيحة تصوير جيد للأضواء الشمالية، بقولها: “ابحث عن منطقة خالية من التلوث الضوئي، حيث تطغى أضواء المدينة على أضواء الشفق القطبي، واحصل على رؤية واضحة نحو الشمال، وكما يوحي اسمها، تظهر الأضواء الشمالية في الشمال، وتأكد من العثور على موقع يتمتع برؤية واضحة باتجاه الشمال في الأفق، وتأكد من أن السماء صافية حيث تظهر الأضواء الشمالية عادة على ارتفاعات تتراوح بين 70 و200 ميل فوق سطح الأرض، وأحيانًا أعلى من ذلك، وهذا يعني أن السحب قد تحجبها، وتأكد من التحقق من الطقس والذهاب إلى المناطق ذات السماء الصافية”.
وأنهت نصيحتها للتصوير: “استخدم التعريض الطويل حيث تتمتع معظم الهواتف الذكية بإمكانيات التعريض الطويل، وهذا يعني أن هاتفك سيستغرق 5 أو 10 أو حتى 30 ثانية لالتقاط صورة، مما يسمح بدخول المزيد من الضوء إلى مستشعر الكاميرا، ومن أجل التقاط صور مذهلة، ابحث عن التعليمات حول كيفية استخدام إعدادات التعريض الطويل في هاتفك، وخاطر، كما هو الحال مع كل شيء في الطبيعة، لا شيء مضمون على الإطلاق، ولكن خاطر، فإذا لم تظهر، حاول مرة أخرى في الليلة التالية، وصدقني، لن تندم على ذلك”.
المصدر: وكالات أنباء