قتل 25 متظاهرا على الأقل في كييف الخميس وأصيب آخرون بجروح في اشتباكات جديدة مع الشرطة، ويلتقي الوزراء الأوروبيون من جهتهم بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في كييف.
قتل 25 متظاهرا على الأقل وأصيب آخرون بجروح في اشتباكات جديدة مع الشرطة اندلعت صباح الخميس في كييف رغم “الهدنة” مع المعارضة التي أعلنها أمس الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش. وأصيب الضحايا بالرصاص خلال هجوم مئات المتظاهرين على الطوق الذي ضربته الشرطة حول ساحة الميدان مركز الاحتجاجات في كييف.
وأكدت الخارجية الفرنسية الخميس تواجد الوزراء الأوروبيين في مقر الرئاسة الأوكرانية للالتقاء بيانوكوفيتش.
وقال يانوكوفيتش الأربعاء أنه تم التوصل “لتهدئة” واتفاق لاستئناف المفاوضات مع زعماء المعارضة، وذلك غداة أعمال عنف غير مسبوقة في كييف خلفت 28 قتيلا على الأقل فيما لا يزال العشرات في المستشفيات. وتوالت ردود الفعل الأوروبية والأمريكية على عملية اقتحام ساحة “الاستقلال” فجر الأربعاء.
وقالت الرئاسة في بيان الأربعاء إنه إثر اجتماع مع قادة المعارضة الثلاثة، “أعلن الاطراف التهدئة واستئناف المفاوضات لوقف حمام الدم وضمان استقرار الوضع”. وكان الجيش الأوكراني قد هدد في وقت لاحق الأربعاء باستخدام أسلحته والحد من تنقل الأفراد والمركبات في إطار تدابير مكافحة الإرهاب التي أعلنتها الدولة “للتصدي للمتطرفين” المندسين وسط المتظاهرين المعارضين للرئيس فيكتور يانكوفيتش.
وعلى الصعيد الدولي، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأربعاء من “تداعيات” أعمال العنف التي تشهدها أوكرانيا، محملا السلطات في كييف مسؤولية تمكين الشعب من التعبير عن رأيه “من دون أن يخشى القمع”.
وقال أوباما خلال زيارة للمكسيك “أود أن أكون واضحا جدا بالنسبة إلى ما سنقوم به في الأيام المقبلة في أوكرانيا، سنراقب الأمور من كثب ونتوقع أن تلتزم الحكومة الأوكرانية ضبط النفس وألا تلجأ إلى العنف في التعامل مع معارضين مسالمين”.
فيما أعلنت المستشارة الألمانية مساء الأربعاء أنها تشاورت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتوافقت معه “على بذل كل ما هو ممكن لتفادي تصاعد العنف” في أوكرانيا، وذلك في تصريح للصحافيين في قصر الرئاسة الفرنسي الإليزيه.
وأوضحت أنغيلا ميركل أنها “أبلغت” الرئيس الروسي بالزيارة التي سيقوم بها وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا لكييف صباح الخميس. وأضافت “قررنا أن نبقي الاتصالات مكثفة جدا مع روسيا”، موضحة أن الهدف “محاولة كل شيء لإطلاق عملية سياسية” في أوكرانيا.
بينما شدد رد الفعل الروسي على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف على دعوة الاتحاد الأوروبي إلى إقناع المعارضة الأوكرانية بالتعاون مع السلطات وأخذ مسافة من القوى المتطرفة التي تريد القيام “بانقلاب”. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف اتصل بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير ودعا خلال الاتصال الاتحاد الأوروبي “إلى الإفادة من اتصالاته بالمعارضة لحضها على التعاون مع السلطات الأوكرانية وأخذ مسافة نهائية من القوى المتطرفة التي غذت الاضطرابات الدامية وهي على طريق القيام بانقلاب”.
من جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين مساء الأربعاء أن أي عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي ستعني “دعم من يتمردون على السلطة الشرعية في أوكرانيا”. وقال كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي “نرفض عموما العقوبات وفي ما يتصل بهذا الوضع لا نفهم لماذا يتم فرضها”. وأضاف كاراسين أن “دعم قوى المعارضة الذي تظهره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووسائل إعلام تلك الدول من شأنه تشجيع القوميين المتطرفين والناس الذين ينتهكون استقرار وسلامة مواطني أوكرانيا”.
المصدر: أ ف ب