انقسمت صحف عربية صادرة أمس الخميس ما بين مؤيد ومعارض لقرار مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”.
بينما دعمت صحف سعودية وخليجية القرار، وصفته صحف لبنانية بأنه “مكمل للعدوان السعودي على المقاومة اللبنانية”.
رحبت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها بقرار مجلس التعاون الخليجي، وقالت أن صدوره بصفته الجماعية “يعطي دلالة على أن الرؤية الخليجية باتت موحدة تجاه توصيف مهمة هذا الحزب إقليمياً، كما أن هذا الإجماع من شأنه تقوية الموقف الخليجي في المحافل والمنظمات الدولية التي لم تتخذ بعضها موقفاً حاسماً تجاه ‘حزب الله'”.
واتهمت الصحيفة إيران بأنها لا “تخفي رغبتها تعميم نموذج ‘حزب الله’ اللبناني في كل دول المجلس وبعض الدول الإقليمية، فخَدمته أيديولوجياً مستغلة الاحتقان الطائفي الذي صنعته في العراق، وصدّرته إلى باقي دول المنطقة لتجني ثمار اختلاف أبناء الوطن الواحد”.
من جانبها قالت صحيفة الراية القطرية إن حزب الله “عمل على اختطاف الدولة اللبنانية”، واشارت في افتتاحيتها إلى أن قرار دول المجلس “رسالة واضحة لحزب الله بأنه لا مكان له ليس في لبنان فقط وإنما في كل الدول العربية، وأنه مطالب بإعادة النظر في مواقفه الشاذة”.
وأضافت الصحيفة: “الموقف الخليجي والعربي تجاه هذا الحزب يُمثل أيضاً رسالة للتيارات والفصائل اللبنانية بأن تعمل وبشكل عاجل…على إعادة لبنان إلى موقعه عربياً، داعماً للقضايا والمواقف العربية بعيداً عن سيطرة حزب الله الذي حوّل لبنان إلى ضيعة تابعة له ينفذ من خلاله مخططات ضد الدول العربية ويستهدف أمنها في العمق”.
وفي النهار اللبنانية، دافع علي حمادة عن قرار المجلس قائلاً: “لم يكن مستغربا أن تدرج دول مجلس التعاون الخليجي ‘حزب الله’ على لائحة التنظيمات الإرهابية، فسلوك الحزب المذكور الامني والعسكري على امتداد اعوام طويلة أهّله لكي يحتل مكانه على لائحة الارهاب … المستغرب ان القرار أتى متأخرا بعدما وصل الامر بـ’حزب الله’ إلى التورط في سوريا، والعراق، وأخيراً اليمن، فضلاً عن العديد من الاعمال الأمنية على أراضي دول الخليج”.
أما جريدة الأهرام المصرية، فقد وصفت حزب الله بأنه تحول إلى “أداة في يد إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة العربية، وليكون ذراعها الممتدة للعبث بأمن واستقرار الدول العربية”.
من ناحية أخرى، أدانت صحيفة الوفاق الإيرانية بيان مجلس التعاون الخليجي، وتصدر عنوان “تناغماً مع ‘إسرائيل’… الدول الخليجية ترى حزب الله إرهابياً” صفحتها الأولى. ووصفت الصحيفة موقف المجلس بأنه “یؤکد التقارب والانسجام في السياسة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والكیان الصهيوني الغاصب لفلسطين”.
كما اعتبرت جريدة الأخبار اللبنانية البيان “مكملاً للعدوان السعودي على المقاومة اللبنانية”. وأضافت الجريدة: “فعلتها السعودية إذاً، كخطوة أولى لتدشين خروج العلاقات السعودية ــ الإسرائيلية إلى العلن، بعد عقود من التنسيق والتواصل السّري بين وزارتي الخارجية والدفاع والاستخبارات في الكيانين”.
من جانبه، ِأشار ياسر الحريري في صحيفة الديار اللبنانية إلى خروج “المملكة العربية السعودية خالية الوفاض من الحملة السياسية والاعلامية التي شنتها على لبنان أولاً وعلى حزب الله وجمهوره وحلفائه ثانياً”.
وأضاف: “سقط من يد السعودية الضغط المالي وهو على شقين، الأول منه، أنه تبين بشكل رسمي أن الودائع السعودية في لبنان لا تتجاوز المليار ومئتي مليون دولار، من أصل ودائع اللبنانيين، البالغة مئة وأربعة وأربعين مليار دولار أمريكي. والثاني، هو الرسالة الأمريكية الواضحة التي وصلت إلى السعودية وإلى بعض الدول الخليجية، ومفادها اللعب على وتر الاستقرار الأمني والنقدي – المالي في لبنان ممنوع”.