أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتباط مصالح التتار المقيمين في شبه جزيرة القرم بروسيا.. معرباً عن حرصه على رعاية التتار المقيمين في شبه جزيرة القرم.
وأوردت وكالة أنباء نوفوستي الروسية أن بوتين قال – خلال لقائه بممثلي تتار القرم بمقر إقامته في منتجع سوتشي الجمعة – “إن سلطات روسيا تسعى إلى تحسين حياة كافة المواطنين بمن فيهم تتار القرم”.
ونوه بوتين إلى أن الدولة الروسية ترى لها مصلحة في تنمية القرم, وتتطلع لحشد تأييد كافة السكان في هذه المنطقة لجهودها.
وأكد بوتين حرصه على المحافظة على مصالح شعوب القرم عامة وتتار القرم خاصة, مشيرا إلى أنه “يجب أن يدرك الجميع أن مصالح تتار القرم باتت ترتبط بروسيا”.
وكان بوتين قد أصدر قرارا بشأن رد الاعتبار للتتار واليونانيين والبلغار والألمان المقيمين في القرم الذين طالتهم الحملة القمعية عقب تحرير القرم من الاحتلال الأجنبي في ختام الحرب العالمية الثانية. وتم حينها تهجير الكثيرين من التتار من القرم بتهمة التعاون مع السلطة الاحتلالية.
يشار إلى شبه جزيرة القرم أصبحت مرة أخرى مؤخرا جزءا من الأراضي الروسية بعد الأستفتاء الذي أظهرت نتيجة رغبة سكان القرم في الإنفصال عن أوكرانيا والعودة روسيا .. وذلك في أعقاب الأحداث التي شهدتها أوكرانيا وأسفرت عن هروب الرئيس الأوكراني وتولي المعارضة وبعض من الجماعات اليمينية المعادية لروسيا واللغة الروسية السلطة في العاصمة كييف .
جدير بالذكر أن هناك تقارير عن وجود انقسام بيت تتار القرم بين مؤيد ومعارض لعودة الحكم الروسي وذلك نتيجة للمعاناة التي عانوها خلال الحقبة السوفيتية وبعد مرور 70 عاما على ترحيل أسرهم بشكل جماعي في عهد الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين.
و يجد تتار القرم أنفسهم في مأزق محير: أيتعاونون مع السلطات الروسية الجديدة في منطقتهم أم يقاومونها.. حيث يخشى بعض التتار -المسلمين السنة أو المنحدرين من أصول أوروآسيوية- عودة القمع الاستاليني رغم الوعود الرسمية باحترام حقوقهم وحرياتهم بينما يرى آخرون أن التعامل مع روسيا هو أفضل السبل لضمان تحسن أوضاعهم.
ويشتد الجدل بالمنطقة بعد أقل من شهرين على عودة حكم موسكو وقبل أن تحل الأحد المقبل الذكرى السنوية لترحيل تتار القرم في قطارات للحيوانات في عملية بدأت في 18 مايو 1944.
وقالت ناريمان جيليالوف نائبة رئيس مجلس تتار القرم وهو الكيان الرسمي الذي يمثل تتار القرم “إما الحرب وإما التوصل لحل وسط تلك هي لب المشكلة التي نواجهها وإذا لم نتخذ موقفا موحدا فسنواجه خطر الإنقسام والتهميش”.
ويشكل التتار أكثر من 12% من سكان شبه جزيرة القرم الذين ينحدر أغلبهم من أصل روسي والبالغ عددهم نحو 2 مليون نسمة وهم من أشد منتقدي القرار الذي أعلنته روسيا في مارس الماضي بضم شبه الجزيرة التي كانت خاضعة من قبل لحكم أوكرانيا.
وترى روسيا أن قرار الضم ما هو إلا تصحيح لخطأ تاريخي وتصفه بأنه إعادة وحدة مع منطقة لم يسلمها الزعيم الروسي نيكيتا خروتشوف لأوكرانيا إلا في عام 1954.
لكن التتار , الذين تقع عاصمتهم التاريخية باختشيساراي على مسافة قريبة من مركز المنطقة الحديث سيمفروبول , يعيدون تذكير موسكو بأنهم حكموا أجزاء كبيرة من القرم لقرون قبل أن تغزو الإمبراطورة كاترين الثانية إمبراطورة روسيا شبه الجزيرة المطل على البحر الأسود في أواخر القرن الثامن عشر.
واتهم ستالين التتار بالتعاطف مع ألمانيا النازية وهلك كثيرون من بين ما يقدر بنحو 200 ألف شخص تم ترحيلهم في رحلة الذهاب للمنفى في وسط آسيا وشرق روسيا. . وخلال ثمانينيات القرن الماضي العقد الأخير من الحقبة السوفيتية بدأ بعض التتار يعودون إلى القرمبعد اكثر من ثلاثة عقود على ترحيلهم.
المصدر : أ ش أ