قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس إن بلاده اضطُّرَّت للرد على تمدد حلف شمال الأطلسي (ناتو) بضم شبه جزيرة القرم, وأضاف أن روسيا أُرغمت على تلك الخطوة بسبب توسع الناتو في شرقي أوروبا.
غير أن بوتين -الذي كان يتحدث في لقاء تلفزيوني أجاب فيه على أسئلة عبر الهاتف من المشاهدين- قال إن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإعادة النظام في أوكرانيا, معرباً عن ثقته في أن بلاده ستجد تفاهماً مشتركا مع كييف.
ووصف قرار أوكرانيا إرسال قوات مسلحة إلى شرقي أراضيها، بدلاً من إقامة حوار مع الناطقين بالروسية، بأنه “جريمة خطيرة”، وأن الادعاءات بوجود قوات روسية في شرقي أوكرانيا هي مجرد هراء.
ولم يستبعد الرئيس الروسي إرسال قوات إلى شرقي أوكرانيا، لكنه أعرب عن أمله في ألا يُضطر إلى ذلك وقال إن الدبلوماسية هي الوسيلة لحل الأزمة هناك, ونفى “مزاعم” أوكرانيا والغرب بأن القوات الروسية الخاصة أججت الاضطرابات في شرقي أوكرانيا.
وفي الوقت ذاته، اعترف بوتين لأول مرة بأن القوات التي اجتاحت شبه جزيرة القرم قبل أن تضمها موسكو إلى أراضيها، كانت تضم جنودا روسيين.
وصرح بأن روسيا سوف (تستخدم جميع الوسائل) لمساعدة الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية في شرقي وجنوبي شرقي أوكرانيا على (تقرير مصيرهم).
يأتي ذلك في أعقاب العملية العسكرية التي نفذتها قوات حكومية في أوكرانيا ضد انفصاليين شرقي البلاد، مساء أمس الأربعاء والتي قالت الحكومة إنها أدت إلى مقتل ثلاثة من الانفصاليين وإصابة 13 آخرين.
في الأثناء يلتقي اليوم الخميس وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في جنيف لبحث الأزمة الأوكرانية.
وحذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أن الاتحاد الأوروبي قد يضاعف عقوباته على روسيا إذا لم تسفر محادثات جنيف بشأن الأزمة الأوكرانية اليوم عن تقدم.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التشيكي بوهوسلاف سوبوتكا (قد نرفع مستوى العقوبات إذا لم تنجلي (محادثات جنيف) عن حل، لكن ليس ذلك ما نبتغيه).
وقد أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مباحثات مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في جنيف قبيل ساعات من الاجتماع المرتقب.
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تريد من موسكو التوقف عن ما سماه دعم وتشجيع الانفصاليين الموالين لها في شرقي أوكرانيا، وأن تسحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا.
المصدر : وكالات